مقالات الرأي
أخر الأخبار

الفرقة 19 مشاة دائماً عند العهد والوعد و تصدٍ بطولي لهجوم المسيرات الانتحارية على مروي – همس الحروف – ✍️ د. الباقر عبد القيوم علي

الفرقة 19 مشاة مروي هي بحق و حقيقة رمز من رموز الشجاعة و الصمود ، و أن مجرد ذكر إسمها يثير الرهبة و يبعث الرعب في قلوب الأعداء و أعوانهم من الخونة و المرجفين ، و ذلك ليس لقوة عدتها و عتادها ، و لكن لإيمان أفرادها العميق بالقضية الوطنية التي يقاتلون من أجلها ، إنهم أبطال بحق و حقيقة ، و لهم من اليقين و الثبات ما لا يدع فرصة للزعزعة ، الشيء الذي جعلهم أقوى من أي سلاح ، وأصلب من أي مهدد كائن من كان .

 

عندما تذكر الفرقة 19 ، لا يتذكر الأعداء فقط قدرتها القتالية ، بل يتذكرون أيضاً عزيمتة رجالها التي لا تلين في الدفاع عن الوطن ، ويعلمون علم اليقين أن أي محاولات لإضعاف قوتها أو التشكيك في إرادتها ستواجه ذلك برد عنيف و قاسيٍ و مؤلم جداً ، فهي فرقة تمثل رمزاً للوطنية والوفاء ، وإسمها سيظل محفوراً في ذاكرة التاريخ ، و أن النصر إرادة و إدارة ، و ستكون خنجراً مسموماً في خاصرة كل من يسعى لزعزعة استقرار هذا الوطن بمساحتة الشاسعة ، ليعرفوا أن الخيانة والتخاذل لن تجد لها مكاناً أمام إرادة الأبطال .

 

فعندما نقول بدأت الحرب في مدينة مروى من النقطة صفر ، فإننا نشير إلى بداية المواجهة كانت في أقسى الظروف الممكنة ، حيث كان العدو على مسافة قريبة جداً من الجيش ، بل و في نفس المكان ، مما يعكس شدة المفاجأة ، و الضغط على قوات الفرقة 19 ، و رغم تفوق العدو الذي كان مبيتاً نيته للقتال ، و الفرق النوعي في تسليحه ، إلا أن الإرادة الصلبة والشجاعة التي أظهرها الجيش كانت نقطة فارقة في المعركة ، فكانت الفرقة 19 عند وعدها و عهدها الذي قطعته مع الشعب الذي إصطف معها جنباً إلى جنب ، و هي تخوض غمار هذه الحرب إلى أن تحقق النصر المؤزر الذي أثلج صدور الشعب و أشفى غليلهم .

 

النصر هنا لا يعكس فقط حجم التفوق العسكري ، بل يؤكد قوة الإرادة والصمود أمام التحديات و عند الحاجة ، و في اللحظات التي كان يُنتظر فيها الهزيمة ، برهن الجيش عكس ذلك بقوة عزيمته ، حينما تتضافر معه إرادة الشعب ليفرضوا النصر فرضاً ، إنه إنتصار الإرادة الوطنية التي لا يمكن كسرها ، مهما كانت الظروف .

 

مواطني الولاية الشمالية متضامنين تماماً مع الفرقة 19 مشاة و الألوية العسكرية في جميع محليات الولاية ، و هذا التضامن يعكس عمق و حجم الانتماء الوطني ، و التلاحم بين الشعب و جيشه في كافة الأراضي السودانية ، و بالذات في الأوقات الصعبة ، و من هنا يظهر الشعب الشمالي بأسره كقوة واحدة متحدة خلف جيشها ، و مستعداً للمساهمة بكل ما يملك في الدفاع عن الوطن .

 

إن هذه الوحدة بين الشعب والجيش ليست مجرد تعبير عن التضامن ، بل هي إشارة إلى إستجابة تاريخية و ولاء عميق للأرض و الدفاع عنها ، في اللحظات الحاسمة .

 

عندما يهدد الخطر الوطن ، يصبح الشعب الشمالي كله كجيش واحد ، يقف بجانب فرقتة 19 مشاة وبقية الألوية في الولاية الشمالية ، و هذا التلاحم ليس جديداً في تاريخ السودان ، بل هو جزء من تقاليد الشعب السوداني في الوقوف مع جيشه ، الشيء الذي يعزز من قوة الردع والقدرة على التصدي لأي تهديد .

 

بالإشارة إلى الحدث الذي وقع عندما قامت قوات العدو باستهداف قيادة الفرقة 19 مشاة في مروي باستخدام مسيرات إنتحارية ، يعكس التصعيد الخطير في المواجهات العسكرية ، و لكنها حركة مذبوح و زوبعة في فنجان ، و لن تهز في الشعب و لا في الجيش شعرة ، و لكن على الرغم من أن هذا الهجوم كان يستهدف قيادة الفرقة التي تصدت له بجسارة أثبتت يقظتها التامة في حراسة الوطن ، و قد إحدثت إحدى المسيرات بعض الضرر الجزئي في المحطة التحويلية للكهرباء في مروي و التي تجاور الفرقة ، فإن قوات الدفاع الجوية والمضادات الأرضية بالفرقة تمكنت من التصدي للهجوم بكفاءة عالية ، حيث تم إسقاط جميع المسيرات المعادية بنجاح دون أن يُسجل العدو أي خسائر في الأرواح أو المعدات .

 

هذا الهجوم إستمر لعدة ساعات ، من الساعة الثانية عشر والنصف صباحاً وحتى الرابعة صباحاً ، مما يعكس تصميم العدو على تحقيق أهدافه . إلا أن الرد و الردع الحاسم و السريع والمحنك لقواتنا المسلحة أظهر استعداداً عسكرياً عالياً و قدرة فائقة على حماية المنشآت الحيوية في البلاد .

 

و في الوقت نفسه ، تم تأكيد أن القوات المسلحة في محلية مروي و الولاية الشمالية بكامل استعدادهما للتعامل مع أي تهديدات أخرى ، مع التأكيد على جاهزية القوات للرد على أي مهدد ، كما تم التأكيد على أهمية عدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة التي قد تهدف إلى إثارة القلق .

 

وفي الوقت نفسه، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى شعبنا الجسور في مدني و في كل أنحاء السودان بتحرير مدينة مدني ، إذ تكللت عندها جهود القوات المسلحة و المقاومة الشعبية بنجاحٍ باهر في استعادة المدينة ، و تطهيرها من دنس المليشيا و أعوانهم في الداخل و الخارج .

 

و هذا النصر الذي تحقق بفضل الله ثم وحدة الشعب السوداني وإرادته الصلبة هو بداية لمرحلة جديدة من الأمان والاستقرار في سودان ما بعد الحرب .

 

لقد أثبتت القوات المسلحة مجدداً أنها الدرع الواقي للوطن ، وأن الشعب السوداني ، بقوته وصلابته ، قادر على التصدي لأي تحدٍ مهما كانت صعوباته ، و أرفع صوتي عالياً لأهنيء كل مواطن سوداني بهذا الإنجاز الكبير ، و أن نتعاهد على استمرار الجهود حتى يعود نحرر كل شبر من أرض الوطن و لا نامت أعين الجبناء و العزة لله و للوطن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام