أردوغان .. وضع الأصبع مكان النزف – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر
*المكالمة الهاتفية التى جرت يوم الأمس ١٥ / ١٢ / ٢٠٢٤ بين الرئيس التركى رجب طيب اردوغان والقائد العام للقوات المسلحة السودانية رئيس المجلس السيادى والتى تناولت إمكانية تدخل الرئيس التركى بالتوسط لحل الأزمة القائمة بين السودان والإمارات ومن المؤكد أن هذه المكالمة قد سبقها تنسيق بين الإمارات وتركيا وربما وجد أردوغان تعهدات من الإمارات تفضى الى إمكانية إجراء حوار مباشر ما بين حكومة السودان والإمارات ولو لا هذه التعهدات لما أقدم اردوغان لمهاتفة البرهان بصورة مباشرة وبذلك تكون محاولة إنهاء الحرب فى السودان قد بدأت من القمة إختصارا لإرهاق الدبلوماسية الطويل والعمل الإستخباراتى الذى يعتمد على جمع وتحليل المعلومات والبيانات وأشياء أخرى ويمكن القول أن أردوغان وضع الكرة فى ملعب الحكومة السودانية بصورة مباشرة*.
*الحكومة السودانية تمتلك جملة من الأدلة والبراهين على تورط دولة الإمارات فى دعم مليشيا الدعم السريع لإطالة أمد الحرب فى السودان وتملك أدلة دامغة على تمويل دولة الإمارات لمليشيا الدعم السريع ولا سيما بعد أن إتخذت من مطار أم جرس بدولة تشاد مهبط عسكرى لنقل الأسلحة والعتاد العسكرى علاوة على مشاركة ضباط مخابرات إمارتيين فى المعارك بصورة مباشرة الى جانب القبض على شاحنات تحمل مسيرات إماراتية بحوزة مليشيا الدعم السريع وإقدام الإمارات على إستجلاب مرتزقة من دولة كولمبيا للقتال الى جانب صفوف مليشيا الدعم السريع مع الوضع فى الإعتبار وصول المؤسسات الدولية الى قناعة تامة بدعم دولة الإمارات للتمرد فى السودان بما فى ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى*.
*الإمارات العربية المتحدة لها مصالح مباشرة فى السودان إعتقدت أن تغيير نظام الحكم فى السودان عن طريق الدعم السريع وتفكيك المؤسسة العسكرية السودانية هى أقصر الطرق للوصول الى مصالحها فى السودان وبعد مرور واحد وعشرين شهرا على إندلاع الحرب فى السودان وفى ظل إنهيار مليشيا الدعم السريع فإن الإمارات تكون أكثر إستعدادا لإجراء حوار مباشر مع الحكومة السودانية من اجل وقف الحرب فى السودان ووقف الإمارات لدعم مليشيا الدعم السريع هو بداية نهاية الحرب فى السودان ولو لا الدعم الإماراتى لمليشيا الدعم السريع لما إستمرت حرب السودان هذه الفترة من عمر الزمان وإذا إفترضنا أن الحكومة السودانية وافقت على توسط تركيا لإجراء حوار سودانى إمارتى على نسق ما جرى بين أثيوبيا والصومال الى أن تم توقيع إتفاق بينهما برعاية تركية وأعطى أثيوبيا منفذ بحرى على السواحل الصومالية وتمت عملية طئ الخلاف بين الدولتين برعاية تركية*.
*ومن مصالح الإمارات المعلنة فى السودان الحصول على العمل فى الموانئ السودانية ولا سيما أبو عمامة الإمارات مصالحها فى أراضى منطقة الفشقة وقد سبق أن تقدمت بمقترح لحل الأزمة بمنطقة الفقشة بأن تمنح أثيوبيا ٤٠% من مساحة الفشقة وتمنح الحكومة السودانية ٢٠% و٤٠% من مساحة أراضى الفقشة تستثمرها دولة الإمارات الأمر الذى رفضته الحكومة السودانية الإمارات مصالحها فى مشروع الجزيرة ومصالحها تكمن فى إستخدام مياه سد النهضة فى إستثمار معظم الأراضى السودانية فإن سد النهضة أنشئ أصلا لإستثمار الأراضى السودانية وتستفيد اثيوبيا من التيار الكهربائى مع الوضع فى الإعتبار أن جغرافية أثيوبيا لا تسمح بعودة مياه سد النهضة الى البحيرة بقدر ما أنها تنساب نحو السودان بصورة مباشرة فالإمارات تنظر الى مصالحها التى تخرج بها من هذه الحرب التى تجرى رحاها فى السودان منذ الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣ وحتى هذه اللحظة*.
نــــــــــــص شـــــــــوكة
*الحكومة السودانية لا يمكن أن يسيل لعابها من أجل إجراء حوار مع دولة الإمارات بهذه السهولة فقد دمرت الحرب معظم مقدرات السودان الإقتصادية وحولت أكثر من ٥٠% من الشعب السودانى الى نازحين ولاجئين وأفقرت ال ٥٠% المتبقية من الشعب السودانى فللحكومة السودانية أيضا رأى حول العرض التركى فى ظل تقدم القوات المسلحة فى ميدان المعركة*.
ربــــــــــــع شــــــــوكــة
*كل الحروب فى العالم لم تحسمها البندقية بقدر ما أنها تُحسم بالحوار والمفاوضات وعلى الحكومة السودانية أن تكون صاحبة الكلمة العليا بعد أن حاول أردوغان أن يضع الأصبع مكان النزف*.