الانقسام يهدد حزب الموتمر الوطني هل من مخرج من الأزمة؟ ✍️ هشام محمود سليمان
مقدمة:-
في مشهد سياسي معقد حيث تتشابك الطموحات مع الأزمات يبدو ان الحزب أمام مفترق طرق خطير صراع القيادة بين جناحي المهندس إبراهيم محمود ومولانا أحمد هارون لم يعد مجرد نزاع تنظيمي بل أضحى مرآة لأزمة أعمق تضرب بجذورها في بنية الحزب ورؤيته المستقبلية البيانات المتبادلة بين الطرفين أشبه بجمرٍ تحت الرماد يزيد من اتساع الشقاق ويهدد بإفشال أي محاولة لرأب الصدع
التصعيد الإعلام
سلاح ذو حدين؟ :-
———-
جاء البيان الأخير للجنة المكلفة بالتواصل مع هيئة الشورى بمثابة زلزال داخلي حيث تناول قضايا حساسة كانت غائبة عن غالبية عضوية الحزب البيان لم يكتف بذلك بل وجه اتهامات مباشرة للطرف الآخر وصلت إلى حد الإشارة للتورط في انقلاب 2019 هذه التصريحات التي ربما كان الهدف منها كشف الحقيقة أتت بنتائج عكسية فبدلا من التهدئة أشعلت فتيل أزمة جديدة
من جانبه رد رئيس هيئة الشورى بالإنابة عثمان محمد يوسف كبر بطريقة زادت من حدة التوتر.د الرد لم يقدم حلولا بل أظهر انقساما حادا بين القيادات ليطرح سؤالا ملحا هل يمكن أن تخرج لجنة التوافق بحل وسط؟
أزمة أعمق من الظاهر
ما يبدو كصراع على القيادة يخفي وراءه انقسامات بنيوية في الحزب فالمشكلة الحقيقية ليست في شخص الرئيس المقبل بل في الرؤية المستقبلية للحزب وفي العلاقة المعقدة بين الحزب والحركة الإسلامية هذه الأزمة تعكس فقدان الثقة بين القيادات وتبرز الحاجة الملحة لإعادة ترتيب الأولويات
الحل بين الواقع والطموح:-
—————
رغم تعقيد المشهد فإن الطريق إلى الحل ليس مستحيلا الحل يكمن في:-
قيادة جديدة محايدة:-
———
تكليف شخصية من خارج الأطراف المتنازعة لقيادة الحزب قد يكون الخطوة الأولى نحو إعادة التوازن يجب أن تكون مهمته الأساسية الحفاظ على وحدة الصف وضمان انتقال سلس إلى جيل جديد من القيادات الشابة
فصل الأدوار بين الحزب والحركة الإسلامية:-
———–
الالتزام بالفواصل الدستورية بين الحزب والحركة الإسلامية ضرورة ملحة هذا الفصل يضمن استقلال القرارات السياسية ويمنع التداخل الذي تسبب في كثير من المشكلات
تحقيق شفاف في الاتهامات:-
—————
لا يمكن تجاوز الاتهامات الخطيرة التي طُرحت في البيان. تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في هذه القضايا سيعيد الثقة للمؤسسات الحزبية ويضع حدًا للشائعات
ختاما:-
الحزب الآن أمام خيارين إما احتواء الأزمة بروح قيادية حكيمة تنظر إلى المستقبل أو الانزلاق نحو انقسام قد يكون مدمرا الحل يتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات والتزامًا بوحدة الصف وتنازلا عن المصالح الشخصية لصالح رؤية أوسع
فهل تستطيع قيادات الحزب تجاوز