إلى سفراء بلادي الشعبيين .. هذه حوبتكم – هذي رؤاي – ✍️ عبد العزيز عبد الوهاب
تحتاج معركة الكرامة التي يخوضها الجيش بإسناد محكم من الشعب السوداني ، إلى كل قادر على تقديم الدعم والمؤازرة ، كلٌ حسب طاقته وجهده .
معلوم أن الوطن وصل بفعل الهجمة المليشياوية الغاشمة إلى الحضيض في جميع ما يجعل الحياة ممكنة ، وبقوة تدمير قل نظيرها .
تدمير أسوأ ما فيه ؛ إنه تم بقصدية عالية ، شملت الإجهاز على ذاكرة الأمة وبُناها المدنية والحضارية والثقافية والعلمية ، بهدمها أولا ثم حرقها تاليا ، في مشهد يعيد إلى الذاكرة قصة تدمير الدولة العراقية على يدي وحيد القرن الأمريكي ، والتي ترجمتها الشمطاء العجوز مادلين أولبرايت يوم أقسمت أمام الرئيس صدام حسين بقولها : سنعيد بلادكم إلى ما وراء العصر الحجري .
وهو ما حدث بالفعل وعلى نحو فقد فيه العراق الشرف والمهابة وبشكل لا يكاد يوصف وبسند كبير من بعض الخونة من أبناء العراق.
سيجد سودان ما بعد الحرب نفسه مشدوها غير متحضر للجلوس أمام إمتحان جدٌ عسير ليعبر من أقصى الهامش إلى بر الأمان .
عبور قاس ، يحتاج لجهد رجال وعمل أجيال ، قياسا إلى المشهد البائس الماثل ، معطوفا على هشاشة البنية التحتية لما قبل الحرب التي هي من الوضاعة بمكان .
وسط أجواء كهذي ، فإن على عاتق كل سوداني دين مستحق السداد يتطلب النهوض له بأوفر سودانوية ممكنة وبأقل حزبية ممكنة .
ذذ فقماشة الوطن تسع الجميع فقط لو أن الكل تحلى بروح النحن و تخلى عن شح الأنا والكجار والمكاجنة السياسية الغثة.
وللفوز بسودان متماسك، ينبغي أولا التبرؤ بعزم من جميع وكسات الماضي والتوبة من سفالاته وجهالاته المقيتة ، ثم التأسيس بصدق لحاضر ناضر يكون بذاته نواة للمستقبل المنشود الذي يغيظ العدو الإمارتي المتعجرف غير المسنود بأي أفضلية تذكر ، ويصيبه بغمٌ ، غمٌ صنعه بنفسه لنفسه دون أن يدري كفاية من الخصم الذي ينازله ؟ .
خصم إمتدحه القائد هتلر بقوله: أعطني جنديا سودانيا وسلاحا ألمانيا وسأجعل أوروبا تزحف على أناملها.
بكلمة ؛ فإن رسالتي اليوم موجهة إلى السودانيين الغيورين المنتشرين بكثافة عددية ونوعية مرموقة في كافة بقاع الدنيا .
أساتذة جامعات ، أطباء ، رجال أعمال ، معاشيو القوات النظامية ، السفراء والوزراء السابقون ، الأدباء والرياضيون والإعلاميون ، سيدات الأعمال والمجتمع ، الجاليات وبيوت السودان ، جمعيات الصداقة الشعبية ومجالس الأعمال ، الموظفون الأمميون ، المستشارون بدواوين الحكومات والأمراء .
نعلم أن لدى كثير منكم علاقات وطيدة مع نظرائكم في تلك البلاد والتي يصل بعضها إلى صداقة رؤساء الدول والحكومات .
لذا من المؤمل أن يتم تجسير تلك الصداقات وتسخيرها لصالح وطنكم وشعبكم المنكوب .
تسألني : ماذا يحتاج الوطن؟ فأجيبك : المادايرنو شنو !؟ إشارات المرور ، سيارات الإسعاف ، محطات الكهرباء والمياه ، مراكز الرعاية الصحية الأولية ، المشافي المرجعية المتخصصة ، سيارات نقل النفايات وغير ذلك الكثير .
لكن هل كل ذلك ممكن ومتاح ؟ أقول : نعم فقط يحتاج لجهد بسيط وضمانات منضبطة يقتنع بها المانحون ، ولكم في قاعة الصداقة ومستشفى ابن سينا المثل .
تأذى الوطن كثيرا من بعض بنيه ممن استثمروا علاقاتهم الدولية في إيقاع أشد الأذى بهذا الشعب ، كما شاع وأذيع عن تورط البعض( بإعترافهم) في تزوير تقارير عن حرب دارفور أدت إلى إلى إصدار أمريكا لقانون محاسبة السودان الذي يمثل خنجرا مسموما لا يزال عالقا في حلق الوطن.
صحيح أن هناك سودان تهدم ولكن الصحيح أيضا أن سودانا جديدا جديرا بالنهوض سينبت ، تصديقا لقول الشاعر :
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ودمتم