مقالات الرأي
أخر الأخبار

إرادة الشــُـعـُوب – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر

إذا إتخذت الشعوب طريقا وإتخذت الأنظمة طريقاً آخر فإن الشعوب ستصل فى خاتمة المطاف لأن سِير التاريخ لم تُورد أن هناك شعباً ضّل طريقه فى يوم من الأيام وحتى لا نذهب بعيدا فقد إنتصر اليوم الثامن ديسمبر ٢٠٢٤ إنتصر الشعب السورى على نظام بشار الأسد الذى إستمر نحو أربعة وخمسين عاما منذ أن إستلم حافظ الأسد نظام الحكم فى سوريا فى الثانى والعشرين من فبراير ١٩٧١ وحتى العام ٢٠٠٠ وبعد أن تم إجراء تعديل على الدستور السورى على أن يتم تنصيب بشار الأسد رئيسا على سوريا فى عمر أربعة وثلاثين عاما ومنذ ذلك الحين وحتى صباح اليوم فقد أكمل نظام أسرة الكلبى وهو الإسم الأصلى لأسرة الأسد والتى تم تغيير إسم الأسرة من الكلبى الى الأسد وهى أسرة من ريفى درعة من الأقلية العلوية وكان حافظ الأسد يعمل على توريث الحكم لإبنه باسل الأسد الذى توفى فى حادث حركة فى العام ١٩٩٤ بعدها تم العمل على توريث طبيب العيون بشار الأسد*.

 

*فى العام ٢٠١١ وعقب نجاح ثورة الربيع العربى فى تونس ومصر خرج الشعب السورى كجزء من الربيع العربى ورفع الشعب السورى شعار (إرحل يا بشار) ومنذ ذلك والوقت وحتى اليوم تواصلت المعارضة السورية فى إصرارها على رحيل بشار الأسد وسرعان ما تحولت الثورة الى معارضة مسلحة من مكونين التيار الإسلامى والدروز وإستطاع بشار أن يتحالف مع روسيا وإيران مما أعطى الجيش السورى الذى يقوده بشار افضلية التقدم فى حلب ودرعا واللاذقية منذ العام ٢٠١٥ وحتى الإسبوع الماضى بعد أن أعلن حزب الله وقف إطلاق النار بلبنان الأمر الذى جعل المعارضة السورية تستولى على حلب فى ظل التراجع الروسى والإيرانى فى الدفاع عن نظام بشار*.

 

*بالرغم من أن بشار الأسد إستخدم البراميل المتفجرة التى إستهدفت المدنيين السورين إلا الشعب السورى أو المعارضة السورية لم تقلل من قيمة الجيش السورى والقوات النظامية الأخرى إنما كان هدف المعارضة المباشر فى شعارها (إرحل) أما الجيش والمؤسسات فهى ملك الشعب السورى فيما إلتزم قادة المعارضة السورية بالحس الوطنى لم يرتموا فى أحضان جهات أخرى ولم يتباهوا بخيانتهم لوطنهم ولم يقولوا أننا سندخل السفارات سفارة سفارة ولم يتباهوا بتخابرهم وعمالتهم لجهات أجنبية ولم يدعوا لتشكيل حكومة منفى أو يعقدوا مؤتمرات خارج سوريا لأنهم يعارضون معارضة أمينة وإن كانت معارضة مسلحة*.

 

*بعد نجاح الثورة السورية بعد أربعة عشر عام من المعارضة الأمينة فقد سقطتت خلال الإسبوع الماضى كل من حلب درعا واللاذقية ودمشق ولم يتم تشريد مواطن من بيته ولم تتم عمليات نهب أو تخريب مؤسسات حكومية وحريقها على غرار ما جرى فى السودان بقدر ما أننا نجد أن المعارضة السورية قامت بحماية كل مؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية ولم تتأثر حياة السوريين المتواجدين داخل الأراضى السورية لحظة إنتصار المعارضة السورية ولم يتم نهب سيارة ولم يُخرج مواطن من بيته بقوة السلاح ولم تمارس على عمليات إغتصاب للحرائر وعلى ذلك فقس*.

 

نــــــــــــص شـــــــــوكة

 

*هناك فرق كبير بين الثورة والتمرد فالثورة عمل شعبى تراكمى يفضى الى تغيير النظام بالتى هى أحسن أو التى هى أخشن اما التمرد فهو خيانة تحدث من داخل جسم القوات المسلحة والتمرد جريمة يحاسب عليها القانون والتمرد يمارس الفظائع والإنتهاكات*.

 

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

 

*اليوم طوت سوريا صفحة أسرة حافظ الأسد التى إمتدت اربعة وخمسين عاما وهنا تكمن عظمة الشعوب*.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام