مقالات الرأي
أخر الأخبار

الحقيـقة المؤلـمة جـدا – شـــــــــوكة حــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر

*سيفيق الشعب السودانى بمكوناته السياسية والإجتماعية والقبلية والعسكرية على حقيقة واحدة فقط أنهم كانوا مجرد ترس صغير فى (جربوكس) الحرب السودانية المصممة أصلا لتقسيم السودان والسودانيين فى العصر الحديث من الداخل والهدف من وراء الحرب هو الإستفادة القصوى من موارد السودان الطبيعية ولا سيما أن هنالك دولا تعتبر السودان مجرد مخزن لهذه الموارد وقد حان جرد ما فى المخزن من موارد بغرض الإستفادة منها فقد حان وقت حصادها ولا سبيل من الوصول إليها إلا بإشعال فتيل الحرب فى السودان وقد نجحوا فى ذلك منذ أن تم تعيين فولكر بيترتس رئيسا للبعثة الأممية فى السودان وكان له ما أراد*.

 

*وحتى لا نذهب بعيدا فإن الحرب الدائرة بالسودان هى حرب سياسية بأدوات عسكرية لعبت فى إشعالها الأحزاب السياسية دورا كبير منذ تفجر ما يعرف بثورة ديسمبر ٢٠١٨ والتى كانت تحمل بذرة فنائها فى إحشائها حيث كانت معظم شعاراتها تستعدى الجيش والقوات النظامية الأخرى وهى شعارات مُرّحلة منذ سبعينات القرن الماضى حينما كان الصراع محتدما بين الحزب الشيوعى وقيادة الجيش المتمثلة وقتها فى الرئيس الأسبق جعفر نميرى الذى إستطاع أن يشفى غليله فى قيادة الحزب الشيوعى ويعدم عدد من قادته وأصبحت هناك نظرة عداء مستحكمة بين الجيش والحزب الشيوعى الى يومنا هذا كلما سنحت الفرصة من تصفية الحسابات القديمة حتى حانت لحظة الإنقضاض فى الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣*.

 

*لا يستطيع كائن من كان أن ينكر أن الدعم السريع وقادته قد خضعتهم أحزاب قحت وجرتهم لخوض هذه الحرب لتحقيق مكاسب سياسية ومطامع شخصية ووجدوا فى قائد الدعم السريع ضالتهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والإنقضاض على الجيش بالرغم من أن المسافة ما بيت قوات الدعم السريع والقحاتة كالمسافة ما بين السماء والأرض فى أقرب حالاتها ولا سيما بعد عملية فض الإعتصام وتبادل الإتهامات المباشرة ما بين قيادات قحت والدعم السريع والتى وصلت حد الملاسنات والشتائم الى أن تم توقيع الإتفاق الإطارى وتمت عملية تشكيل المجلس السيادى وتعين عبدالله حمدوك رئيسا للوزراء وغيرها من المشاهد والشواهد التى تؤكد أن قحت هى من إمتطت ظهر الدعم السريع للإنتقام من القوات المسلحة بتوجيهات من الخارج*.

 

*مجمل القول أن هذه الحرب إستنزفت موارد السودان ولا سيما البشرية وهى الهدف الرئيسى حيث تجاوز عدد القتلى فى قبيلة الرزيقات وحدها ٣٥ ألف قتيل مما يعنى أن هناك ٢١ ألف يتيم فى الحد الأدنى وأكثر من ٤٠ ألف أرملة أما التقديرات الأولية تجاوز عدد القتلى ال ٢٥٠ ألف قتيل أو يزيد مع العلم أن المخطط من وراء الحرب يهدف الى لجؤ أكثر من عشرة ملايين سودانى ونزوح خمسة عشر مليون سودانى وأن يتجاوز عدد ضحايا الحرب خمسة مليون قتيل وستكون الأسلحة المستخدمة فيها من أقوى وأعنف أنواع الأسلحة وهى سلاح القبلية والجهوية والمناطقية مع بث خطاب الكراهية بين مكونات الشعب السودانى*.

 

نــــــــــــص شـــــــــوكة

 

*من مصلحة الدول التى تؤجج فتيل الحرب بالسودان أن يستمر هذا الوضع بهذه الهشاشة وهذه السيولة الأمنية حتى نهاية العام ٢٠٢٦ وبعدها يتم جمع الأطراف المتحاربة فى طاولة مفاوضات للتوقيع على إتفاقية معلبة على نسق نيفاشا تفضى الى تمزيق ما تبقى من خريطة السودان بشكلها الحالى*.

 

ربــــــــــــع شــــــــوكــة

 

*كل الحروب فى العالم لم تحسمها البندقية إنما تُحسم بالتفاوض بما فى ذلك الحربين العالميتين وداحس والغبراء والبسوس فجميعها حُسمت بالتفاوض وليس بقوة البندقية*.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام