افتتاح فرع للأكاديمية العربية ببورتسودان.. نقلة نوعية في التعليم البحري السوداني – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
يمثل افتتاح فرع للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة بورتسودان السودانية خطوة بالغة الأهمية في تعزيز التعاون العلمي والأكاديمي بين البلدين الشقيقين، ويمثل نقلة نوعية في مجال التعليم البحري السوداني. هذا المشروع الطموح، الذي يحظى بدعم كبير من الحكومتين السودانية والمصرية، يأتي تتويجاً لجهود مشتركة تهدف إلى تطوير الكوادر الوطنية العاملة في قطاع النقل البحري، وتعزيز مكانة السودان كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية.
للافتتاح أبعاد إيجابية متعددة ومنها تطوير الكوادر الوطنية، فمن شأن هذا الفرع أن يساهم في توفير برامج تعليمية متخصصة في شتى مجالات النقل البحري، مما يتيح للطلاب السودانيين الحصول على تعليم عالي الجودة دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج. وبالتالي، سيسهم في تطوير الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في هذا القطاع الحيوي، وتعزيز التعاون بين البلدين، فيعكس هذا المشروع عمق العلاقات الأخوية بين السودان ومصر، ويساهم في تعزيز التعاون الثنائي في المجالات العلمية والاقتصادية. كما أنه يدعم التكامل العربي في مجال النقل البحري، ودعم الاقتصاد الوطني، من شأن تخرج كوادر وطنية مؤهلة في مجال النقل البحري أن يساهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية للموانئ السودانية، وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، والاستجابة للاحتياجات المحلية، فيأتي إنشاء هذا الفرع استجابة للحاجة المتزايدة إلى الكوادر المؤهلة في مجال النقل البحري، خاصة مع التطورات التي تشهدها الموانئ السودانية.
على الرغم من الأبعاد الإيجابية لهذا المشروع، إلا أنه يواجه بعض التحديات، مثل توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتشغيل الفرع بكفاءة، وكذلك تحدي المنافسة مع المؤسسات التعليمية الأخرى. ومع ذلك، فإن الفرص المتاحة لهذا المشروع كبيرة، خاصة مع الدعم الحكومي والاهتمام المتزايد بالقطاع البحري.
فلابد من توفير الحكومة السودانية الدعم المادي واللوجستي اللازم لإنشاء وتشغيل الفرع، بما في ذلك تخصيص مبنى مناسب وتجهيزها بالمختبرات والمعامل اللازمة، ويجب تطوير البرامج الدراسية لتتناسب مع احتياجات سوق العمل السوداني، مع التركيز على مجالات مثل إدارة الموانئ، والسلامة البحرية، وحماية البيئة البحرية، كما يجب تعزيز التعاون بين الأكاديمية والقطاع الخاص لتوفير فرص التدريب العملي للطلاب، ولتلبية احتياجات سوق العمل من الكوادر المؤهلة، كما يجب القيام بحملة ترويجية واسعة النطاق للفرع، بهدف جذب الطلاب المؤهلين للالتحاق به.
يمثل افتتاح فرع للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ببورتسودان خطوة مهمة في مسيرة التنمية الشاملة في السودان. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تعزيز مكانة السودان كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع الدول العربية الشقيقة.