هي المرة الاولى التي اتطرق فيها للتغييرات التي طالت عددا من الوزراء واستبدلت وزراء بوزراء من بينهم اخي وصديقي ووزيري السابق الدكتور جراهام عبدالقادر الذي تم استبداله بالصديق والزميل خالد الاعيسر وقد كان لسانا للحكومة قطعته بيدها والقت به في جب الروتين والعمل الاداري الذي يستهلك كل الطاقات مثلما كان يفعل بالوزير السابق د جراهام…
مابين السابق واللاحق اختلاف في كثير الزوايا والقدرات والاستعدادات وربما القناعات فالدكتور جراهام الذي تشرب بالموسيقى وتوظف في السياحة التي نال منها ملكات ادارة الخدمة العامة وتربى وسط مجتمع باكل ويشرب الثقافة استطاع ادارة وزارة اندمجت فيها ثلاث وزارات ( الثقافة _ الاعلام _السياحة والاثار ) استطاع ادارة هذه القطاعات وعلى مدى أعوام تجاوزت الثلاثة ومن قبلها وزاراي الثقافة والسياحة لعامين بصبر وحكمة وكذلك ترتيب للاولويات وتركيز اكثر على جانبي الثقافة والسياحة والاثار…
الاخ والزميل الاعيسر والذي جاءت به ضرورات الحرب الحالية تناولته الاقلام من قبل ومن بين ماقيل فيه وربما كان صحيحا قلة احتكاكه بالخدمة المدنية وعدم انغماسه وخوضه في دهاليز العمل الاداري الذي يوكل عادة الى مختصين وبرغم ذلك ياخذ من الوزراء وكبار المسؤولين اوقاتا هم احوج اليها لمقابلة هم تقتضيه وظيفته..
مما اخذه البعض على الدكتور جراهام انه قليل الطلة على الاجهزة الاعلامية وهو امر تقتضيه ظروف حربنا الحالية إذ يحتاج الناس وكل اجهزة الاعلام الى من يتحدث بلسان الدولة ويفصح عما كان وماسيكون وهو مابداه الزميل اعيسر الان بظهوره شبه المستمر واظهاره اخرين مثلما فعل مع وزيري الدفاع والخارجية امس وكشفهما عن كثير مما كان مخبوءا برغم علم الجميع انه ومثله يصب في صالح الدولة والشعب ويخدم قضية السودان..
ماقد يصعب على الاخ اعيسر التعامل مع ملفات نجح فيها الدكتور جراهام وهي ملفات مؤجلة الان بامر هذه الحرب وماراه البعض فشلا الدكتور جراهام هي ملفات نعتقد كذلك انها كانت مؤجلة بتقديراته الى اجال يفرضها مسار الحرب..فالحديث عن تقدم الجيش وخططه ومافعله وماينوي عليه لم يكن محبذا انذاك والكل يعلم الحال اما الان وقد بات النصر يدق الابواب وبات الهروب المشهود والمصور بالفيدبو هو ديدن الغزاة المعتدين فان كل حديث عن الانتصارات وهزيمة الاعداء في المحاور كافة بات مطلوبا وبشدة كما ان كل المستندات وكل الادلة على مشاركة اخرين في الحرب على السودانيين والتعدي عليهم بات موثقا لدى الحكومة فان الحديث بكثافة وابراز هذه الادلة والمستندات وعرضها عالميا بات مطلوبا هو الاخر وهو ماشرع فيه الاعيسر استجابة لمرحلة اقتضت وجوده الان…
ماهو مطلوب من الاعلام ونحن في خواتيم هذه المعركة السعي والتوجه نحو كافة المناطق المطهرة وعرض كل ماتم تدميره من ممتلكات عامة وخاصة وتوثيق ذلك وتعريف الداخل والخارج بما تم ارتكابه من فظائع تروى بالسنة الشهود كما ان المطلوب خارجيا هو فضح كل هذه الممارسات من خلال مواد فلمية ترسل في حقائب السفارات حتى تنتظم العالم حملة سودانية تكشف التعديات والمعتدبن ومن عاونهم وامدهم بالسلاح والمرتزقة ووقف الى جانبهم بدعاوى باطلة اثبت الزمان انها كروت محروقة لم ولن تنفع ولن ينتفع بها سوداني واحد…
وكان الله في عون الجميع