عندما يعزف فريق الهلال العاصمي في اي من مبارياته الافريقية أو المحلية سيمفونية كروية وتطرب جماهير عاشق الأزرق وتبلغ المتعة الكروية مداها لا تسمع في الاستاد من هدير الجمهور الكبير إلا هتافا واحدا يعلو وينخفض بنغمة موسيقية ده الشغل.. ده الشغل.. ده الشغل..
هذه الصورة ترآءت أمام عيني وانا ارى هذا المؤتمر الذي ظهر فيه ثلاث من وزراء القطاع السيادي دفعة واحدة يتحدثون عن المرحلة التالية من حرب الكرامة في جانبها الدبلوماسي والاعلامي والسياسي.بعد ان بسطت القوات المسلحة سيطرتها على كثير من المناطق واعادتها الى حضن الوطن بعد عاشت أياما في (غربة) العدوان وفي (غرفة) الاحتجاز وهي اكثر شوقا لتعانق أهلها بعد طول غياب.
نعم المؤتمر الصحفي الذي ضم وزراء معركة الكرامة القادمة في المحافل الدولية والإقليمية هو في حد ذاته (حدثا) لانه ولأول مرة منذ العدوان يجتمع ثلاث من وزراء الحكومة وفي القطاع السيادي الدفاع والخارجية والاعلام في مؤتمر صحفي واحد فهذا مؤشر الى ان الحكومة عادت بقوة لتمارس دورها من خلال منبر إعلامي وهذا كان هو الدور المفقود للحكومة أو لوزارة الإعلام طوال أيام الحرب وقد تكون هذه واحدة من اشراقات الوزير الجديد لوزارة الإعلام الأستاذ خالد الاعيسر لأن الناس طوال تلك الفترة السابقة كانوا ينتظرون الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة العميد نبيل عبدالله لبيان الأحوال ومعرفة مسار الحرب وزف انتصارات القوات المسلحة التي كان ينتظرها الشعب بفارق الصبر.
ولكن مع قدوم وزير الاعلام خالد الاعيسر ظهر وزير الدفاع اللواء( م) يس ابراهيم يس لأول مرة في مؤتمر صحفي يتحدث عن معركة الكرامة بل ويقدم أخبارا سارة مثل تحرير بعض المناطق في ولايتي الجزيرة وسنار.
ولعل أهم ماجاد به في هذا المؤتمر الصحفي انه جاوب على سؤال كان يحير جميع اهل السودان هو من أين تنطلق تلك المسيرات التي كانت تستهدف مواقع عسكرية ومدنية على حد سواء ومانوعها وقد وجد الناس إجابة على بعض من تساؤلاتهم خاصة عن تلك المسيرات الأخيرة ونوعيتها عندماكشف وزير الدفاع انها مسيرات استراتيجية أمارتية تنطلق من أراضي دولة تشاد.
واعتقد ان ظهور الوزراء الثلاثة الخارجية والدفاع والاعلام في مؤتمر صحفي واحد وما ادلوا به من معلومات وخطوات في المرحلة المقبلة كل في مجال اختصاصة اعتقد ان هذا المؤتمر الصحفي. واحدا من انجازات وزير الاعلام خالد الاعيسر خاصة ظهور وزير الدفاع الذي تساءل الناس عن سر غيابه الطويل خاصة في الإعلام على الاقل.
وبعد ان تجاوب مجلس الوزراء مع افكار وبرامج وزير الاعلام خالد الاعيسر وجعل للحكومة(لسانا)واحدا هو وكالة السودان للانباء (سونا) ها هو يقدم اليوم خطوة مهمة بقيام هذا المؤتمر الصحفي لتمليك الراي العام المحلي والعالمي رؤية الحكومة فيما يجري على بلدها من مؤمرات دولية وإقليمية وماهي خطوات الحكومة لرد هذا المخطط. سياسيا ودبلوماسيا واعلاميا.
ونحن هنا لانملك إلا الاشادة بهذا العمل الكبير لوزير الاعلام خالد الاعيسر، ولا نملك إلا كما تقول جماهير الهلال عندما يبلغ الطرب مداه عندها بالاداء الكروي الجميل لفرقة الهلال يا السيد وزير الاعلام خالد الاعيسر..ده الشغل ..ده الشغل.