في قرية السقاي البتلاب، وُلدت الفدائية مزن بشير الخضر، التي أدهشت العالم ببطولتها في سن الرابعة عشر. كانت الحياة في تلك المنطقة محاطة بالتحديات، خصوصاً مع استمرار الحرب التي فرضت على أهل القرية ظروفاً قاسية . في يوم من الأيام، بينما كان السكان يعبرون نهر النيل في مركب صغير، اندلعت أحداث مأساوية غيرت مسار هذا اليوم العادي إلى قصة تضحيات وبطولة .
▫️تحرك المركب من الضفة الشرقية متجهاً إلى الجانب الآخر، حيث كان المواطنون يسعون للحصول على احتياجاتهم اليومية . ولكن، فجأة، تعرض المركب لهجوم من قبل مجموعة من المليشيات المتمردة. أُطلقت الأعيرة النارية، مما أدى إلى إصابة ربان المركب، الذي فقد السيطرة. في خضم الفوضى والقلق، تعالت صرخات النساء والأطفال، وزادت مخاوف من غرق المركب .
▫️بينما كان الجميع غارقين في الهلع، أظهرت مزن شجاعة لا تصدق. على الرغم من صغر سنها، اقتحمت قلب الأحداث وقررت أن تتولى مهمة التجديف. استخدمت يديها الناحلتين لتعديل مسار المركب بأقصى جهد، ساعية لإنقاذ حياة الركاب الذين كانوا في خطر حقيقي. كانت عيونها مليئة بالعزيمة، وعبرت كل المخاوف التي كانت تحيط بها .
▫️بالمثابرة والشجاعة، تمكنت مزن من توجيه المركب نحو الشاطئ بأمان، حيث وصل الركاب إلى اليابسة بعد تجربة رعب. لكن القلق لم ينتهِ هنا، فقد تم نقل الجرحى إلى مستشفى السروراب لتلقي العلاج. كانت لحظة مليئة بالتوتر، لكن مزن أثبتت أنها ليست مجرد فتاة صغيرة ، بل بطلة حقيقية في أكثر الأوقات ظلمة .
▫️إذا لم يكن ذلك موثقاً من قبل شهود عيان، لقلت إن هذه القصة جاءت من خيال كاتب بارع . لكن مزن ، ببطولتها وجسارتها، تستحق أن تُخلد في الذاكرة . ينبغي أن تسجل بطولتها في المناهج الدراسية لتكون مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة، حيث ستبقى مزن رمزاً للشجاعة والبسالة في وجه الخطر وعدم الانكسار أمام الصعاب .