يشهد العالم اليوم تزايدًا في الاهتمام بقضايا المياه والصرف الصحي، حيث أدرك الجميع أهميتها في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الصحة العامة. وفي ظل الأحداث الجارية في السودان، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة بناء قطاع المياه والصرف الصحي، وتوفير دورات مياه آمنة وسليمة لجميع المواطنين.
كما أشارت الأمم المتحدة، تلعب دورات المياه الآمنة دورًا حاسمًا في حياتنا اليومية. فهي لا تقتصر على توفير الراحة الشخصية فحسب، بل تمتد آثارها لتشمل الصحة العامة والبيئة. فغياب دورات المياه الآمنة يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، وتلوث المياه الجوفية، وتدهور البيئة.
يعاني السودان، شأنه شأن العديد من الدول النامية، من نقص في خدمات الصرف الصحي الآمنة. وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب النزاعات والحروب التي شهدها البلاد، والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية وتشريد الملايين.
يتماشى الاهتمام بتوفير دورات مياه آمنة في السودان مع الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى ضمان توافر المياه والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030. إن تحقيق هذا الهدف في السودان سيساهم في تحسين جودة حياة المواطنين، وتعزيز الاستقرار، ودعم التنمية الاقتصادية.
من المقترحات لحل المشكلة بضرورة الاستثمار في البنية التحتية، فيجب تخصيص ميزانيات كافية لإعادة بناء وتوسيع شبكات الصرف الصحي، وتوفير دورات مياه آمنة في المناطق المحرومة، وتشجيع المشاركة المجتمعية في إدارة وتشغيل مرافق الصرف الصحي، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة، كما يمكن للسودان الاستفادة من الخبرات الدولية والمساعدات المقدمة من المنظمات الدولية والمانحين لدعم قطاع المياه والصرف الصحي، ولهذا يجب وضع سياسات واضحة وقابلة للتنفيذ لضمان الاستدامة المالية والتشغيلية لخدمات الصرف الصحي.
إن توفير دورات مياه آمنة في السودان ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة ملحة لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين. يجب على الحكومة السودانية والمجتمع الدولي العمل معًا لتوفير الموارد اللازمة لتحقيق هذا الهدف، وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.