0 بادئ ذى بدء لابد أن نؤكد على أن الأستاذ أحمد عثمان والى ولاية الخرطوم ظل يعمل تحت ظروف صعبة وقاسية وكتبت عنه كثيرا مشيدا بما ظل يقوم به من عمل إستحق عليه الشكر والثناء والتقدير .
0 وولاية الخرطوم التى هى المركز بها ثلاثة عشر وزارة ومجلس أعلى . هى وزارات . الزراعة . الصحة . المالية . التربية والتعليم . التنمية الإجتماعية . الصناعة . البنى التحتية . التخطيط العمرانى . الثقافة والإعلام والسياحة . والمجالس العليا المتمثلة فى التخطيط الإستراتيجى . تنمية الموارد البشرية . الشباب والرياضة . البيئة . ولكم أن تتخيلوا كل تلك الوزارات والمجالس العليا طوال قرابة العامين منذ إنطلاق الحرب لم يظهر فيها كل الوزراء عدا الوزير صديق فرينى وزير التنمية الإجتماعية الذى تحرك بعد إندلاع الحرب مع أطفال المايقوما إلى ولاية الجزيرة ود مدنى وبعد دخول المليشيا الإرهابية إنتقل مرة أخرى مع الأطفال إلى كسلا ومنها سافر مع الكبار من عمر ثمانية سنوات حتى ستة عشر سنة إلى حلفا الجديدة ثم منها إلى الخرطوم مواصلا عمل وزارته على أكمل وجه حتى الآن . و كذلك ظل وزير الصحة محمود القائم مرابطا طيلة فترة الحرب إلى أن ترجل إلى المعاش . أما بقية الوزراء حدث ولا حرج لم يظهر منهم أحد وظلوا فى حلهم وترحالهم دون أن يحرك الأخ الوالى أحمد عثمان ساكنا تجاههم وتوجيههم بمواصلة عملهم من المركز . وأخيرا بعد قرابة العامين وقبل أربعة أيام عاد وزير الشباب والرياضة من القاهرة وظهر فى بعض المواقع . ولا أدرى إن كانت عودته المتأخرة هذه لأنه على أعتاب المعاش أم بإستدعاء من الوالى الذى ظل صامتا تجاه وزرائه قرابة العامين .
0 صحيح ان الأخ الوالى أبلى بلاءا حسنا ولكنه لم يحسن توظيف وزرائه الذين حتى الآن هم خارج خارطة العمل وإن كان قد أصدر قرارا بتعيين الطيب سعد الدين وزيرا للثقافة والإعلام والسياحة وكذلك تعيين وزيرا للصحة . فقد كنا نتوقع أن يتم تكليف وزراء بدلا عن أولئك الذين ظلوا خارج الخدمة لقرابة العامين ولا ندرى إن كانوا يصرفون مخصصاتهم أم لا !!
0 إن الوالى أحمد عثمان قدم كل الممكن ولكنه لم يهتم بوزراء وزاراته الذين آسروا الإبتعاد وتركوه وحيدا لجانب وزيرى التنمية الإجتماعية والصحة الذين إستحقا منا كل التقدير والشكر على مواقفهما الوطنية النبيلة وتحملهما للمسؤولية وسط أصوات المدافع والدانات وأمطار الرصاص الكثيف .
0 صحيح أن والى الخرطوم قدم الكثير ولكنه لم يستطع توجيه الوزراء لمواصلة عملهم كالمعتاد وهذه نقطة تؤخذ عليه ولا تحسب له . والكل يعلم أن ولاية الخرطوم هى الأم والمركز التى يجب أن يحذوا حذوها كل ولايات السودان لأنها بمثابة القائد ومحور الإرتكاز .
0 الأسئلة التى تفرض نفسها لماذا لم يواصل الوزراء عملهم ؟ ولماذا لم يتم إستدعائهم للعمل ؟ وإلى متى سيبقى هذا الحال ؟ ثم لماذا لم يتم تعيين البدلاء لهم ؟ وإلى متى سيظل حال الولاية هكذا ؟ مع العلم أن الوزراء الذين يعملون على قلتهم لا يتم حتى توفير البترول لتحركاتهم و مرتباتهم غير منتظمة لتكون مثلها مثل بقية الولايات التى تصرف مرتباتها وحوافزها .
0 غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .