اخبار
Trending

في عطبرة… تاريخ وحياة جديدة وعمال يستغيثون – موازنات – ✍️ الطيب المكابرابي 

حين كنا طلابا بمدرسة عطبرة الحكومية القديمة كانت عطبرة هي السكة حديد والسوق والمنطقة وبضع أحياء يقطنها عمال يجوبون كل المدينة ب(العجلات الهوائية ) و كانت المدينة الثانية افريقيا بعد جوهانسبرج من حيث عدد العجلات حسبما سمعناه …

لن تجد موطئ قدم لك وانت راجل اليوم في هذه المدينة ولن تستطيع ركوب وقيادة عجلة هوائية مهما بلغت من المهارات ..

اكتظاظ بكل شئ . . البشر والمباني والبضائع والسيارات والمرضى والمستوصفات والمطاعم والمقاهي والفريشة والصائحين بمايحملون..

كل شئ كل ڜئ هنا يبحث عن مكان يقبع فيه ولكنه لايجد إلا التزاحم والزحام…

ضمن سلسلة زيارات رابطة اعلاميي الخرطوم بولاية نهر النيل تحت عنوان اعرف بلدك جاء الدور بالامس على محلية عطبرة التي استقبلتنا بترحاب وصدر مفتوح رغم انينها تحت وطاة هذا الزحام حيث رحب بنا مديرها التنفيذي ابن اللبيب الذي عكس في حديثه خير فهم لمسؤول عن الاعلام ومدى اهميته وكيفية الاستفادة منه.

كانت محطتنا التالية هي التاريخ…تاريخ السكة حديد التي بدا بخط وادي حلفا عكاشة في العام 1873 الان العهد التركي…

مبنى كنيسة تم شراؤه اواىل ستينات القرن الماضي يضم الان تاريخا متسلسلا لسكك حديد السودان وقد ظهر منه ان هذه البلدة وهذه الهيئة كانت وماتزال تحتضن مهرة العمال والمهندسين وذلك مما راينا من تصاميم وتوضيب وتجميع عربات قطارات منذ الخمسينات…

هذه الفئة وفي هذه المدينة الضاجة بغيرهم من الناس وكانت بهم تضج ولاضجيج لها بدونهم تعاني اليوم الاهمال وسوء الحال وتشكو لطوب الارض من ظلم الانسان لاخيه الانسان…

التقينا عددا من هؤلاء ..عمال وموظفون ومهندسون وجميعهم صابر محتسب رافع أمره الى رب السماء…

من يصدق ان من بين هؤلاء وهم كثر من لايتعدى راتبه الاربعة وعشرين الف جنيه؟؟

اعلى راتب ممن التقينا ست وتسعون الف جنيه وتلك درجة وظيفية عليا…

يشتكون من الاهمال الذي اصاب مرفقهم بسبب الساسة وبتدخلات اصحاب المصالح من اصحاب الاموال وشركات النقل الامر الذي انعكس عليهم فباتو مهملين في عالم تتسارع فيه الخطى نحو تحديث والاعتماد على السكك الحديدية في نقل البضائع والركاب..

ضربوا امثلة على مقدرتهم على الانجاز كماضربوا أمثلة على عجزهم عن انقاذ ارواح ذويهم بسبب ضيق ذات اليد الذي يتغلبون على بعضه احيانا بتجميع كل مالديهم لتدارك موقف ما…

الميزانية الجديدة على الابواب وحال هؤلاء مسئولية أمام الله يوم الموقف الاعظم وحالهم وشكاواهم تدمع وتدمي القلوب فالامل معقود على قيادة هيئة سكك حديد السودان وعلى وزارة المالية الاتحادية وعلى راس الدولة ممثلة في من يشرف على هذا القطاع بان يتحمل الكل مسؤوليته أمام الله بمعالجة امر اجور هؤلاء وتخفيزهم والتاكيد على شعار لابديل للسكة حديد إلا السكة حديد واعادة بناء هذا المرفق الايرادي…

 

وكان الله في عون الحميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام