خواطر من على قبر الشهيد : عاش مأموناً رشيداً فارساً تهابه الأبطال .. وداعاً الشهيد فارس السودان العقيد/ مأمون الرشيد – كابوية – ✍️ عمر كابو
++ لا أعلم أن فارساً قذف الرعب في نفوس هوانات المليشيا في مدينة بحري فاستهدفوه وسعوا للتمكن منه بقتله أو أسره مثل فارسنا مأمون الرشيد مفطور على الشجاعة والإقدام و محبة لقاء الله…
++ ولا أعلم أن مقاتلًا شرساً صلبًا جسورًا ظل يشارك يوميًا في كل الوثبات والطلعات والمواجهات مثل فارسنا مأمون الرشيد،، علوي ارتقى بهمته وصعد ببغيته…
++ شجاعة نادرة تماثل شجاعة صخر أخي الخنساء حين ترثيه:
أنت خير من ألف ألف من القوم
إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع ؟! فأنت أشجع من ليث
غضنفر يذود عن أشبال
أجواد ؟ فأنت أجود من سيل
غامر يسيل بين الجبال
++ لقد كان فيه منذ البداية شيء لحب الجندية حتى وهو يتميز أكاديميًّا شاقاً طريقه نحو مصنع الرجال عرين الأبطال كليتنا الحربية أعظم مؤسسة وطنية خلدها الزمان…
++ لينتمي لها بطلنا ويتدرج فيها ضابطاً عظيماً مَهيب الطلعة رابط الجأش عرف وعرفته ميادين المعارك في جنوبنا الحبيب ضابطًا مقدامًا لا يفر ممن يكر…
++ حتى إذا جاءت ((فتنتهم الغادرة)) ثورة ضد الوطن والشعب السوداني كان نصيبه منها أن يترجل غدرًا في العام ٢٠١٩ ضمن أعظم الضباط الذين أحيلوا خيانة للصالح العام فقط لأنهم أصحاب غيرة وضمائر وطنية وخلق ونزاهة وشرف وبطولة…
++ فهل ذهب مغاضبًا والوطن يناديه ومؤسسته العسكرية ترتجيه ؟؟؟!!! كلا فأنى لمثله صاحب النفس الكريمة أن تحبسه حظوظ النفس الصغيرة من أن يبلغ غايته الكبرى طمعًا في الشهادة والبحث عنها بأغلى ثمن ؟؟!!
++ هاهو يرتدي لأمة الحرب يسارع إلى مناجزة العدو دفاعاً عن شرف الأمة وعرضها المصون وتراثها التليد،،يتقدم الصفوف جندياً فإذا بالجميع يلتفون حوله مؤلفاً بين قلوبهم مشيعًا الحب ناشرًا الطمأنينة والسكينة والثقة والصمود…
++ نعم وجد فيه الجميع القدوة الصالحة الحسنة وقافاً عند آيات القتال كلما كان فيها حكم وعند السنة كلما بان له فيها زجر،، ورأوا منه بسالة عجيبة حتى أضحى رقماً ثابتاً عند كل تفويج أو طلعة أو لقاء للعدو فهو الأول من بينهم وهو الأخير في مغادرة تخوم المعركة…
++ حتى إذا زارهم البطل ياسر العطا ذات انتصار وهو يتفرس جنده فإذا به يعانقه طويلاً طويلاً رسالة حب ومعزة واعتذار واستدرك لاجراء ما كان له أن يكون لو أمعنوا النظر وصوبوا صحيحاً بعيدًا عن الصياح والصراخ في ثورتهم التي قضت على كل جميل ونبيل في السودان…
++ عاش شهيدنا البطل مأمون الرشيد رشيداً في تصرفاته يتغافل عن الزلل ويغض الطرف عن الخطأ ويتجاوز عن الصغائر…
++ لم تأخذه العزة بالإثم يوماً ولم يسمح للشيطان أن ينفث في قلبه الغل والحقد لأحد يجبر الخواطر ويمسح الدموع ويراعي المكرمات…
++ حتى لقي ربه الأسبوع الماضي شهيداً في معركة الكرامة في بحري بعد أن خاض أكثر من إحدى وخمسين معركة كان في كل مرة هو الأقرب للعدو والأوفر حظاً لنيل الشهادة…
++ حتى رفعه الله إليه شهيداً مضرجًا بدمائه بابتسامة معهودة ووجه صبيح الأسبوع الماضي في معركة كتب لجيشنا الظفر فيها بعد أن ثبت هو ومن معه في المعركة ثبات الرجال وعرد العدو تاركاً خلفه مئات الجرحى من هواناته وهلكته…
++ ليظفر شهيدنا أخيرًا بأمنيته أن يشرف بلقاء الله شهيد دين وحق ووطن وشرف…
++ حزني عليه كبير ؛؛ ووجدي عليه وجد عزيز فمثله كنا ندخره للبناء والتشييد والتعمير…
لكن قدر الله فينا ماض أن يرحل خيرة الرجال وأشجع الفرسان وأقوى الأبطال فداء لأمة أعظم ما فيها أنها تقدم أعظم ماعندها فداءً لترابها وصوناً لكرامتها…
++ أشهد الله وملائكته وكتبه ورسله أن السودان فقد رجلًا عظيمًا وصادقًا كان ينبغي أن نحافظ عليه داعية وكريمًا وعارفًا وخبيرًا ورمزًا من رموز الكبرياء والعطاء والعظمة والخلود…
++ تعازينا الحارة لشقيقته ((أم خبيب)) و ((أبو خبيب)) في فقدهما الجلل؛ والسلوى من الله في كونه شهيد، حي يسرح ويمرح بإذن الله في جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين…
++ نرجو ثقة بالله و رحمته ثم بما علمنا عنه من خير أنه قد رحل عنا برًّا تقيًّا شهيدًا نقيًّا يرحمه الله رحمة الشهداء الأبرار وحسبنا الله ونعم الوكيل …
*جيش يا مكنة*..
*أمن يا جن*..
*براؤون يارسول الله*..
*عمر كابو*