تعرض عضو مجلس السيادة الانتقالي ، مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا لهجوم اسفيري عبر الوسائط ردا على حديثه لوفد اتحاد الصحافيين السودانيين الذي زار أمدرمان وبحري وشرق النيل بولاية الخرطوم مؤخرا .
وتناولت الأقلام حديث العطا في دعوته الى نظافة مفاصل الدولة والحكومة من القحاته والجنجويد الذي يعطلون اداء تلك المؤسسات التي ذكر العطا بعضا منها بالاسم مثل الخارجية وبنك السودان وديوان الضرائب والجمارك والنائب العام.
وعاب عليه منتقدوه انه من قيادات الدولة بل هو من أهم ثلاثة في مجلس السيادة ومن أهم ثلاثة في (القيادة) العامة للقوات المسلحة وكان عليه ان يوجه أو يصدر قرارات لازالة القحاته والجنجويد من( مفاصل) الدولة الذين اصابوها ب (الرطوبة) وجعلوا حركتها بطيئةوهي في ذات الوقت محتاجة لتنتطلق الى آفاق أرحب لان الدولةلديها معركة مؤجلة في البناء و التعمير بعد نهاية هذه الحرب وهي على وشك، وفي انتظار اعلان الإنتصار الكامل والقضاء على مليشيا الدعم السريع نهائيا.
والفريق ياسر العطا عندما قال هذا الكلام أمام وفد اتحاد الصحفيين السودانيين. كنت واحدا منهم بل وقريبا جدا منه على بعد شخصين من مقعده في الصالون الذي تم فيه اللقاء، والعطا كان يعني مايقول.
والعطا في هذا اللقاء تحدث في نقطتين الأولى هي (تحرير) مفاصل الدولة والحكومة من القحاتة والجنجويد ،والنقطة الثانية هي الاداء الضعيف لسفارات السودان في الخارج في كشف الإنتهاكات والفظائع والجرائم التي ترتكبها مليشيا دعم السريع في حق المواطنين العزل من قتل واغتصاب ونهب وسلب وتشريد ،وكان يجب على سفارات السودان في الخارج ان تطلع الراي العام العالمي من خلال مؤتمرات صحفية واطلاع قيادات الدول المضيفة أو السفراء المقيمين فيها بهذه الانتهاكات الفظيعة ،والعطا في حديثه لوفد اتحاد الصحافيين السودانيين اشار الى سفارة السودان في جيبوتي وهي أول سفارة قامت بهذه المهمة.
وحقيقة ان كان للقاء وفد الصحفيين السودانيين بالفريق أول ركن ياسر العطا من فائدة واحدة هو ان حديثه قد حرك سفراء السودان في الخارج وعقدوا موتمرات صحفية ولقاءات وإجتماعات في هذا الشأن وتحدثوا عن تلك الإنتهاكات التي ارتكبتها المليشيا، ومن بين السفارات التي تحركت فورا بعد حديث العطا هي سفارة السودان في بريطانيا وفرنسا والمغرب وكينيا وغيرها
وكان أول قرار لوزير الخارجية الجديد علي يوسف لسفراء السودان في الخارج هو نفس مضمون حديث ياسر العطا مع وفد اتحاد الصحفيين، وهو اطلاع الراي العام العالمي بهذه الإنتهاكات.
أما عن حديث العطا عن إبعاد القحاتة والجنجويد من مفاصل الدولة والحكومة فهذا توجيه لقيادات تلك المؤسسات التي ذكرها ياسر العطا بالأسم أو التي لم يذكرها ان تقوم بنظافة مؤسساتها من المعوقين لأداء الخدمة المدينة في البلاد ،ومثل ما فعلت الخارجية وتحرك سفرائها باطلاع الراي العام العالمي بانتهاكات مليشيا الدعم السريع فإن قيادات مؤسسات الدولة والحكومة هي التي لديها المعرفة التامة بمنسوبيها من الموظفين والعاملين القدامى والجدد منهم وبالتالي فإن عملية التنقية وابعاد المعوقين من القحاته والجنجويد ستكون امرا سهلا لايعجز قيادات تلك المؤسسات في الدولة والحكومة من التنفيذ.
ولم يكتف الفريق ياسر العطا من الاشارة الى بعض تلك المؤسسات بالاسم ولكن قدم خدمة كبيرة الى قيادات تلك المؤسسات حين قدم بعضا من الحلول لإبعاد القحاتة الجنجويد منها بالفصل ،او النقل او القضاء.
والفريق اول ياسر العطا في حديثه للصحافيين انهم يعملون بالمؤسسية حتى في القوات المسلحة الذي هو واحد قادتها الكبار يعمل وفق المؤسسية عن طريق هيئة الاركان..
وحديث ياسر العطا هنا يعني ان تقوم اي مؤسسة في الدولة أو في الحكومة بدورها تجاه تفكيك القيود والتكبيل الذي يعطل حركة انطلاقة الخدمة المدنية.
فقط في إنتظار قيادات المؤسسات ان تبدأ عملية تحرير الخدمة المدنية من هؤلاء المعوقين فيها من القحاتة والجنجويد.