المؤلف المسرحي والدرامي مزمل سليمان أحمد .. حلمه قرطاس وحبر وقضيته إن يكتب التاريخ كما ينبغي .. ✍️ : خالد محمد الباقر
🔵 في خضمّ أحداث النزوح القاسية، سمع صدى خطوات الكاتب المسرحي الشغوف، مزمل سليمان أحمد .
كان يجوب شوارع مدينة شندي ، يلتقط الحكايات من كل زاوية، فهو يعكس في كتاباته تجارب الشعب السوداني الذي يعيش تحت سطوة الحرب، وخاصة حرب الجنجويد. هذا المبدع الحساس، طلب بمنتهى التواضع بعض الأوراق وأقلامًا ليكتب قصصه التي تجسد الألم والأمل. كان يطمح إلى إنشاء عمل فني يقارب قضايا المجتمع ويعبر عن معاناتهم اليومية، مستلهماً من الواقع المرير الذي يعيشه الناس.
🔵 صورة المجتمعات التي تعيش في خوف وقلق كانت تسيطر على أفكاره، لكن في ذات الوقت، كانت تلك المعاناة تمنحه دافعًا قويًا للكتابة.
🔵 لقد قادته الظروف الصعبة إلى الاستمرار في عمله الإبداعي، حيث اعتبر كل كلمة يكتبها بمثابة شهادة على تضحيات الشعب السوداني. إن توليد الحوار وفهم الصورة الإنسانية العميقة للأحداث جزءٌ لا يتجزأ من رسالته ككاتب، محاولًا من خلال أعماله تقديم صوت للذين لا صوت لهم .
🔵 من أبرز مؤلفاته متعددة الألوان، كتبت مسلسلاته مثل “سكة خطر” و”نوادر جحا”، بالإضافة إلى أعمال مُستهدفة للأطفال والتي تهدف إلى تعليم القيم والثقافة. كما قدم “مسرحية الضباب” التي تخاطب قضايا النسيان والفقد، و”دكان ود البصير” التي تتناول قضايا اجتماعية بطريقة فنية لامعة. إن ما أنتجه من مسلسلات إذاعية أيضًا، مثل “البيت الكبير” و”الحاج مذكر”، جعل صوته مسموعا على أوسع نطاق عقد .
🔵 في ختام حديثه، كان مزمل يؤكد على أهمية ابداعه ورسالته رغم كل المصاعب. إن القوة التي يحملها في كلماته تخاطب إنسانية الإنسان، مما يجعل من الفن أداة للتغيير والشفاء . مع العلم ان المسرح يمكن أن يكون جسرًا للتواصل بين الناس، يجب علينا استثمار هذه الطاقة الإبداعية والترويج لها من اجل تعزيز الثقافة السودانية ودعمها في مواجهة التحديات المستقبلية .