مقالات الرأي
أخر الأخبار

كامرابات والفريش .. قصة تمرد معلن بسنار ✍️ ياسر محمد محمود البشر

تقع قرى كامراب والفريش غرب محلية الدندر بولاية سنار وتختصر بقرى كامرابات جمع كامراب يسكن منطقة كامراب الرزيقات المهارية وهم من أوائل القبائل التى إنضمت الى الدعم السريع علاوة على بعض أبناء قبائل رفاعة الشرق لكن ظلت منطقة كامرابات والفريش تشكل هاجسا أمنيا لمحلية الدندر على وجه الخصوص وولاية سنار على وجه العموم حيث تكثر عمليات النهب والسلب على الأفراد وعلى الشاحنات والسيارات ويؤكد المعتدى عليهم أن قطاع الطرق جميعهم من أبناء كامرابات والفريش وأصبح تأثير هذه المناطق يزداد يوم بعد يوم وأصبحت مناطق كامرابات والفريش مهدد أمنى يؤرق حكومة سنار ولجنتها الأمنية مع الوضع فى الحسبان إصرار ابناء هذه المناطق على إستخدام المواتر النارية مع سبق الإصرار والترصد بالرغم من إصدار حكومة سنار امر طوارئ يمنع إستخدام الدراجات النارية لأى سبب من الأسباب إلا للقوات النظامية وهذا يعد تحدى واضح لقرارات حكومة ولاية سنار ويمكن القول أن أبناء كامراب الذين إنضموا قبل الحرب للدعم السريع أصبحوا يتحدون الحكومة بشكل واضح مع إظهار الإستفزازات بإحداث إختراقات وقد جاءت عدد من الأسر من منطقة الضعين كنازحين متأثرين بالحرب وسكنوا كامراب كما جاء الرائد بالدعم السريع بلة وهو من حفظة القرآن وإمام مسجد حميدتى جاء الى كامراب بعد إندلاع الحرب*.

 

*ناقشت لجنة أمن ولاية سنار أمر تهديد منطقة كامراب والفريش والتعامل معه كملف أمنى وعقد الإجتماع بمقر اللواء ٢٦٥ بسنار برئاسة والى سنار وحضور اللواء دكتور ربيع عبدالله قائد متحرك تحرير ود مدنى السابق وأعضاء لجنة أمن الولاية كان ذلك فى الثانى من مارس ٢٠٢٤ للتشاور فى كيفية التعامل مع ملف كامراب والفريش والتعامل معه عسكريا لكن اللواء دكتور ربيع كان له رأى آخر بأن تتم عملية التفاوض مع أهالى كامراب والفريش وتلى الآية (ما كنا معذبين حتى نعبث رسولا) وفى ذلك الإجتماع تم تكوين لجنة للتواصل مع أهالى كامراب برئاسة أحمد محمد عبدالله أم بنين والمدير التنفيذى لمحلية الدندر والناظر صلاح منصور العجب وشخصى ياسر محمد محمود البشر وبالفعل تم التواصل معهم وتم تحديد إجتماع مع قيادات منطقة كامرابات والفريش بمنزل الناظر صلاح العجب بالدندر وإستمر الإجتماع لأكثر من سبعة ساعات بالدندر وكان الإجتماع بمثابة بداية تفاوض وحوار حيث أكد أعضاء الوفد الذين بلغ عددهم ١٧ من أعيان المنطقة أنهم رزيقات مهرية وأن لهم أبناء فى الدعم السريع كما لهم أبناء فى القوات المسلحة والأجهزة النظامية لكنهم الآن متهمون بأنهم حاضنة للدعم السريع وأقروا بوقوع التفلتات الأمنية وتعدد حالات النهب والسلب من بعض أبناء المنطقة وأقروا بإستخدام الدراجات النارية وأكدوا أن لهم إثنين من أبناء كامراب رهن الإعتقال منذ إندلاع الحرب فى الخرطوم أبريل ٢٠٢٣ وحتى مارس ٢٠٢٤ لمحوا تلميح الى إطلاق سراحهم وفى ذلك الإجتماع سألني أحد أطفال كامراب بكل براءة وقال لى (يا عمى الطيارة بتجى تضربنا متين) فقلت له (ما فى طيارة بتضربكم)وتم تحديد إجتماع آخر يوم ١١ مارس ٢٠٤ وحضرنا فى نفس الزمن المحدد وجاء أهل كامراب بجملة من المطالب منها على سبيل المثال أن لا تتم مسآلتهم من مصادر أموالهم وأن يسمح لهم بحرية الحركة بين الدندر وكركوج والسوكى وإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين وأن تتم عملية تشيد مركز صحى ومركز شرطة بالمنطقة وأن لا تتم ملاحقتهم بغرض تسليم أسلحتهم وأن يتم جمع الدراجات النارية فى مكان واحد ويتم تسليم المفاتيح للمدير التنفيذى لمحلية الدندر وجملة من المطالب وتم الإتفاق معهم على أن يصطحبنا عدد عشرة من أبناء كامراب والفريش الى مدينة سنجة لمقابلة الوالى وقائد الفرقة ١٧ وأعضاء لجنة الأمن وبالفعل تم اللقاء وإستمر حتى الساعة العاشرة مساء داخل الفرقة ١٧ وسمح لعدد منهم بمقابلة أبنائهم المعتقلين وإطمأنوا على أوضاعهم الصحية وعلى سلامتهم وذلك الإجتماع لم تناقش شروط أهالى كامراب التى جاءوا بها لكنهم أكدوا وقوفهم مع القوات المسلحة وأشاروا الى أن أبنائهم الذين يقاتلون مع الدعم السريع لا يمثلون إلا أنفسهم وإتفقوا على تسيير قافلة لدعم القوات المسلحة بإسم أبناء قرى الكامرابات والفريش وتسلم برئاسة الفرقة ١٧ بسنجة وبعد ذلك قام وزير الصحة بالولاية ومفوض العون الإنسانى ومسؤولة الرعاية الصحية الأولية بزيارة كامراب وإتفقوا على وضع حجر الأساس للمركز الصحى بالقرية كأول زيارة لوفد رسمى من حكومة الولاية*.

 

*وبالفعل سير أهالى قرى كامرابات والفريش قافلة لدعم القوات المسلحة يوم ٧ ابريل ٢٠٢٤ ومن ضمن الوفد احد الشيوخ الذين يقاتل أبنائهم مع الدعم السريع بمحور الخرطوم الذى حضر الى القرية وأحضر معه كميات من الذهب والأموال ثم عاد لمواصلة القتال فى الخرطوم وفى هذه الأثناء إتصل شركاء إبن الشيخ على والده بغرض إقتسام الذهب والأموال التى أحضرها إبنه فرفض الشيخ هذا الإقتراح وإستولى على المال والذهب فقام شركاء إبنه بذبحه وإرسال رأسه الى أبيه فى منطقة كامرابات والفريش وتم تسليم القافلة للفرقة ١٧ بعد أن خاطبها والى الولاية ومقرر لجنة الأمن وقائد الفرقة ١٧ وفى نفس يوم تسليم القافلة حدثت تفلتات أمنية وعمليات نهب فى منطقة كامرابات والفريش وتعددت حالات النهب بصورة كبيرة حتى تم إجتماع

كبير يوم ٢١ / ٦ / ٢٠٢٤ بمنزل الناظر صلاح منصور العجب بين لجنة أمن ولاية سنار برئاسة الوالى وكامل عضوية اللجنة وقد شهد الإجتماع مكاشفة واضحة وصريحة مع أهالى كامراب وأعتذروا عما بدر من ابنائهم خلال الفترة الماضية ووعدوا بتسليم المتهمين للسلطات المختصة خلال عشرة أيام فقط وبعد ثمانية أيام من هذا الإجتماع سقطت الفرقة ١٧ ومدينة سنجة وسقطت الدندر فى ذلك اليوم بعد ان هاجمتها درجات نارية قادمة من كامرابات الفريش وقاموا بمنع حركة المرور بكبرى الدندر وهم أول من بدأوا عمليات السلب والنهب والشفشفة لممتلكات المواطنين الفارين من مدينة سنجة فى كبرى الدندر*.

 

 

عن كامرابات والفريش سنواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى