مقالات الرأي
أخر الأخبار

محصلة عامين بعيدًا عن وطن الإعلام – علي نار هادئة – ✍️ خالد محمد الباقر 

⭕ لقد مرّ عامان على رحلتنا في النزوح، وخلال هذه الفترة، حملنا معنا تجارب متعددة وأحاسيس متنوعة. كانت رحلة نزوحنا الي شندي حسناء ولاية نهر النيل ، تلك المدينة التي تحمل ذكريات الطفولة، من صخب وحرب بعد خراب ودمار العاصمة الخرطوم، كانت رحلة مليئة بالتحديات والمتغيرات . إن تجربة النزوح لم تقتصر فقط على الجغرافيا، بل كانت لها تأثيرات عميقة على هويتنا الشخصية . إن الانتقال إلى بيئة جديدة يتطلب منا إعادة تقييم أنفسنا ودورنا في المجتمعات المختلفة .

⭕ حالا ما اندمجنا في المجتمع الشنداوي وصنعنا واقعآ ملموسآ من حيث جودة المنتوج ومضمون المحتوي . ولمع الاعلام ، واعاد التوازن لشندي وسطع وتوهج عنوانها وانسانها وتقدمت الصفوف واصبحت الاولي علي مستوي السودان ، تواجدآ عبر الوسائط المتعددة والاسافير والفضاء من خلال وافدين ربطة إعلاميو الخرطوم بمحلية شندي .

⭕استفادة مدينة شندي من الفيضان والسيل الاعلامي ووجدت حظها حكومتآ ومجتمع .

⭕وفي وسط الزحام وغيبوبة الاحلام الوردية التي عاشتها المدينة والمسؤولين بها ، غاب سؤال مهم وملح من اين يعيش هؤلاء الوافدون من الاعلاميين ، كيف يصرفون شؤون حياتهم من اين يأكلون ويشربون ويكتسون واين يسكنون ، من اين وكيف وكيف يكون ذلك ؟

لم يفكر المسؤولين عن كيفية تصريف مشوارهم الحياتي .

اخذوا كل شئ ولم يتركوا للاعلاميين اي شئ ، حتي منحة 47 الف تاتي بخلع الضرس كل 5 شهور او ما يزيد .

من اين يعيش هؤلاء حسب وجهة نظر متوهمين الوصول واهل تخمة النجومية الزائفة التي اصبح يتدثر بها مجتمع شندي .

⭕ تعتبر تجربة النزوح نقطة تحول في حياة الفرد، حيث يتعين عليه التعامل مع تغييرات جذرية في المحيط المجتمعي . فقد شهدنا فقدان الهوية المرتبطة بالوطن، حيث أصبحت الذكريات من الماضي تحيط بنا كالكابوس . هذا التغير يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً، مما يجعل الأفراد يبحثون عن سبل لتعزيز هويتهم في الأماكن الجديدة . ومع ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الصراع إلى تعزيز الإبداع، حيث يسعى الأفراد للتعبير عن تجاربهم من خلال الفن والإعلام .

⭕شندي، المدينة التي نشأنا فيها، تحمل في طياتها ذكريات الطفولة البريئة ونبض الحياة السابقة . كانت شوارعها تشهد على ضحكاتنا ولعبنا، وكل زقاق لديه قصة تتحدث عن أمداء الزمن . ومع مرور السنين، أصبحت هذه الذكريات مصدر إلهام للفنانين والكتّاب، الذين يسعون لتوثيق تجاربهم من خلال أعمالهم . تعتبر هذه الذكريات بمثابة الجذور التي تربطنا بماضينا، على الرغم من التغيرات المحيطة .

⭕ عند عوتنا إلى الخرطوم، عاصمة الحياة، سنواجه تحديات جديدة وفرصًا غير متناهية. المدينة مليئة بالحياة والنشاط، وقد أفسحت لنا المجال لاستكشاف آفاق جديدة في الثقافة والفنون. ولكن، مع كل تلك الفرص، ستواجهنا تحديات التكيف مع حياة جديدة ومجتمع مختلف . قد تصبح فيه اللغة والعادات والعلاقات الاجتماعية مشهد اخر ، تتطلب منا بذل جهود كبيرة للتأقلم والاندماج .

⭕على الرغم من وجودنا في مدينة نابضة بالحياة، شعرنا بغربة الروح . كان النقص في الإحساس بالمكان والناس يثقل كاهلنا . لم نجد تلك الألفة التي كانت تجمعنا بأهل شندي، حيث كانت المدينة القديمة تتميز بحميميتها ودفئها . إن الشعور بفقدان الانتماء يجعل من الصعب التكيف مع الحياة الجديدة، مما يخلق حالة من التطرف العاطفي .

تواجه الشخصيات المنقولة إلى مدن جديدة تحديات يا ثقافية واجتماعية تتطلب منهم التكيف مع الأعراف الجديدة . قد يواجه الناس صعوبة في التقاط عادات وتقاليد المجتمع، مما يضعف الشعور بالانتماء . من المهم العثور على مجتمعات داخلية تحافظ على الانتماءات الثقافية وتعزز التواصل .

⭕ لا يمكن إغفال دور الفنون والإعلام في تشكيل الهوية الثقافية للفرد . فقد أطلقنا العنان لمشاعرنا من خلال الكتابة والرسم بالكلمات والموسيقى، لتكون تلك الأشكال الفنية منبرًا للإفصاح عن تجاربنا . إن فنون الكتابة تساعد على توثيق التحولات الثقافية والمجتمعية، وتعمل كوسيلة للتواصل مع الآخرين . من خلال النشاطات الثقافية والإعلامية، نحن نعيد تشكيل ذواتنا وجعل تجربتنا قريبة من الآخرين، مما يعزز القدرة على التأقلم مع التغيرات التي نواجهها .

 

🟢 حروف علي النار .

رحلة نزوحنا اهدتنا الكثير واماطة اللثام عن الكثير .

وجدنا أنفسنا غرباء في المدينة ، نعاني ازمة زوي الغربة وفجعة الاهل والاصحاب برغم فيض حب الناس بداخلنا ، يفيض مرات يفوت الحد . واخيرآ انتهت مدة صلاحيتنا ودفعنا لخروج من باب الدخول .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام