استراتيجيات التسويق الدولي لصادرات الثروة الحيوانية السودانية ✍️ البروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي
الاخبار المبشرة والتي أعلنتها شركة الموارد المعدنية بزيادة العائد من تصدير الذهب خلال هذا العام الكئيب نظرا لاندلاع هذه الحرب اللعينة ، وكنت أود لفت الإنتباه إلى مورد اخر لا يقل أهمية عن الذهب والمتمثل في صادرات الثروة الحيوانية ، واعتقد انها تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد في التوجه نحو التسويق الدولي والذي يركز على تلبية احتياجات المستهلك في الأسواق الخارجية فلذلك ان اسراتيجية تسويق المنتج الدولي تعتبر هي الأساس الذي تدور حوله أوجه الأنشطة التسويقية ، والمنتج يمكن تعريفه بانه يمثل المجموع الكلي للمنافع المادية والنفسية التي يحصل عليها المشتري كنتيجة للشراء أو الاستخدام أو التبادل ، كما ان مسالة التوحيد أو التكييف التي تشكل خط المنتج هي من القرارات التي يجب اتخاذها من قبل المسوق الدولي ، وهناك بدائل يمكن الاختيار فيما بينها بالنسبة للشركة مثل بيع المنتج كما هو في الأسواق الدولية ، او تعديل المنتجات لمختلف الدول والأقاليم ، او تصميم وتطوير منتجات جديدة للأسواق الأجنبية.
والتسويق الدولي ومن خلال التصدير يمكن الدولة من الحصول على العملة الصعبة التي تحتاجها ، لاستيراد المنتجات التي لا تنتجها محليا وبالتالي فانه يعتبر كسباً قوميا واضحاً ، كما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة والتنمية ، ورفع القدرة الشرائية للمستهلكين ، كما يساعد بالإسهام في دعم عجلة التنمية ، لأن التسويق الدولي يتحتاج إلى مهارات ، كما يسمح ببيع فائض الشركات إلى الاسواق الخارجي ، ويساعد في خلق فرص للتوظيف ، فهو ضرورة حيوية خاصة مما يساعد في بناء سمعة جيدة على المستوى المحلي والدولي مما يتيح الاستفادة للدول النامية من استثمارات الأجنبية المباشرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، كما يعمل على زيادة رقم أعمال المؤسسات المحلية في حالة انخفاض الطلب او زيادة المنافسة في السوق المحلي المساهمة في تشجيع الإنتاج على نطاق واسع .
إن العناصر الرئيسية لعملية التسويق الدولي أو عملية التبادل الدولي ، هي القدرة على فهم الفرص الخارجية ، واستيعابها ، وتحديد الفرص المربحة وتحليلها ، وكأساس لتصميم استراتيجية المنتجات ، والخدمات ، والأسعار لتحقيق أحسن تبادل تجاري ، وبتحليل البيئة الخارجية للسوق الدولية ويمكن بداية الانطلاق بعد انتهاء سنوات العزلة باستهداف الاسواق الاقليمية في المحيط العربي بالاستفادة من الفرص التي خلقها مناخ انفتاح نحو الاسواق الخليجية تلك المنطقة الاستراتيجية ذات الطلب العالي والدخل المرتقع ، وان نظرنا للمحيط الاقليمي من حولنا فعلى صعيد العالم العربي فإن الانتاج الحيواني لا يفي بالاحتياجات المتزايدة للسكان العرب ، وتلجأ معظم الدول العربية وتحديداً دول الخليج العربي الي استيراد المنتجات الحيوانية من الخارج ، وأن الجامعة العربية لوحدها تضم 21 قطراً كما أن إجمالي عدد سكانها يفوق الثلاثمائة مليون نسمة ، كما أن بيانات المنظمة العربية للتنمية الزراعية تشير إلى أن الوطن العربي يستورد سلعاً غذائية وزراعية من خارج الوطن العربي بما قيمته نحو 18 مليار دولار سنوياً ، وهي تشمل الغلال ، الحبوب الزيتية ، اللحوم ، اللبن ، الخضر ، الفاكهة ، الأعلاف ، المركزات وغيرها ، من ناحية أخرى يستورد الوطن العربي سنوياً نحو عشرة ألف طن من اللبن المجفف ، وهي جميعا يسهل إنتاجها في السودان ، وإذا علم المرء أن قيمة صادرات السودان من السلع الزراعية لا تزيد في المتوسط عن نصف مليار دولار سنوياً لاتضح حجم السوق المتاحة الآن أمام المستثمرين للمنافسة فيها ، وبإلقاء نظرة سريعة نجد أن السوق الإفريقية المشتركة تستورد من خارج القارة الإفريقية نحو خمسمائة ألف طن سنوياً بقيمة ملياري دولار أمريكي ، ومن الحقائق الثابتة أن السودان قد أصبح منذ أوائل التسعينيات عضواً في ( الكوميسا ) أو السوق الأفريقية المشتركة والتي تضم عشرين قطراً ، ويقدر عدد سكان تلك الدول المنضمة إلى السوق الإفريقية بنحو ثلاثمائة وخمسين مليون نسمة ، كما إن السودان عضو فعال في الجامعة العربية ، وإذا أضيف لذلك أسواق الكوميسا ، وان اضفنا دول العالم الإسلامي لأتضح مدى اتساع الأسواق المتاحة للمنتجات الحيوانية .. والشاهد في الامر وما يثبت الفشل في التسويق ارجاع بواخر الماشية لاكثر من مرة لعدم الالتزام بمعايير ومباديء التسويق الدولي والذي اصبح علم يدرس في معظم الجامعات حول العالم.
البروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي