مقالات الرأي
أخر الأخبار

توهان الإنسان فى عالم البحث عن الشريك المثالي ✍️دكتور عباس طه حمزة صبير

منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام وامنا حواء أسس لثنائية أو تشاركية الحياة….. ومن أهم تلك التشاركيات التى أقرها وهذبها الشرع الحنيف تهذيبا مثاليا هى تشاركية تكوين الأسرة باعتبارها المناط بها حفظ النوع البشري واستمرارية الحياة لهدف سامى هو عمارة الكون لهدف أسمى هو عبادة المولى عز وجل….

الأسرة هى اللبنة الولى لبناء المجتمع ومناط بها توفير أهم مطلوبات الحياة المادية والمعنوية من مودة ورحمة وسكن للروح فى توازن غير فوضوي بين كل تلك الاحتياجات بما يضمن تعافى الجسد الأسري من كل أمراض الطغيان المادي ليقوم بوظيفته التى خلق من أجلها وهى عبادة الحق سبحانه وتعالى…وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون….

هذا مع أهمية أخذ النصيب الكاف من من غير اسراف من المطلوبات المادية بما يعينه على العبادة .. بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه…

كلوا واشربوا ولا تسرفوا….

الإسلام وهو دين الفطرة والحنيفية السمحاء فصل تفصيلا دقيقا واسهب علماء الأمة فى شرح مقاصد الشريعة وضوابطها فى اختيار شريك الحياة والتى فى مجملها توضح أن معايير الدين والأخلاق هى أساس اختيار الشريك وإهمال هذين المعيارين والتركيز على المعايير المادية ثبت انه يفضى إلى تقلص فرص تحقيق أهداف الأسرة من سكن ومودة ورحمة لدرجة العدم الصفري…. ولذلك حذر الدين الحنيف من مغبة الانغماس فى عالم الماديات فى اختيار شريك الحياة…

… من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه…. تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك… الرجل صاحب الخلق والدين إذا أحب المرأة أكرمها وإذا ابغضها لم يظلمها… الرجل صاحب الخلق والدين ينفذ توجيهات خالقه ونبيه صلى الله عليه وسلم فى حق زوجته…يعاشرها بمعروف ويفارقها بإحسان وهى درجة أعلى من الامتياز المتعارف عليه فى تقييم الأداء البشري فى مختلف نواحى الحياة… الرجل صاحب الخلق والدين يلتزم بتوجيهات خالقه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم… فى كل ما يسعد زوجته من حسن الصحبة ويكرمها ولا يهينها ولا يضربها ولا يشتمها ويلتزم بتوجيهات الحبيب صلى الله عليه وسلم فى كل ما يسعدها ويحفظ كرامتها الإنسانية..

باستصحاب كل ما ذكر أعلاه من مجلبات السعادة فى الدارين فيما يتعلق باختيار شريك الحياة إلا أنه وللمفارقة يصر أغلبية البشر نساء ورجالا على التركيز بل التأكيد على معايير مادية متذبذبة فى توفرها فى اختيار الشريك مثل المال والجاه والسلطان والصحة والاستعلاء العرقى المتوهم مع أن كل الشهود والشواهد تؤكد على أن تلك المعايير المادية أقل ما يقال فى حقها أنها متذبذبة زيادة ونقصانا.. والعدمية والاختفاء فى حقها حقيقة ماثلة للعيان.. فكم من غنى أصبح فقيرا بصورة مفاجئة وبدون تدرج….وكم من صحيح يصبح معتلا مشلولا ودون سابق إنذار.. وكم من صاحب سلطان وصولجان يصبح ذات يوم ويجد نفسه فاقدا لكرسي سلطته ومعه فقدانه لماله وجميع المنتفعين الانتهازيين من حوله فيجد نفسه فارق فضاء سلطانه إلى بقائه فى غرفة حراسة بعيدا عن الأزواج والاولاد ويحيط به العسكر من الذين انقلبوا عليه ونزعوا بقدر الله ملكه وسلطانه…

ولذلك يشقى الكثير من أغلبية البشر الذين يتخذون من المعايير المادية فى اختيار الشريك قارب نجاة فى الحياة وهو لا محالة غارق بهم ولن ينفعهم الندم وسوف يعيشون بقية عمرهم على هامش من الحياة النكدة….

لقد شجعتنى مشاهداتى فى عالم المفتونين بالماديات فى اختيار شريك الحياة واوهامها فى عالم المجهول أن احاول ان ارسم بالكلمات لبعض يسير من تلك المعايير المختلفة والمختلة مع اعترافي أن ما خفي منها أعظم من ان اتمكن من الإحاطة بها جميعا…

لقد رسمت وقلت وتحت عنوان……

 

…..طيور على اشكالها تقع ..

 

لن تسألوا عنى ومن قدرى المبادرة بالسؤال….

لن تسألوا عنى وعن حالى سيغنى عرض حال….

لن تسألوا عنى وانتم فى السماء وانا فى الارض انظر للخيال…

لن تسألوا عنى وأنا ابن بادية وانتم من الثورات وودنوباوى وبيت مال…

لن تسألوا عنى وأسمى عباس إذا احتدم الوغى ويطربكم من الأسماء هيثم أو طلال..

لن تسألوا عنى زهير جاركم ويسعدنى جوار حنظلة أو بلال….

لن تسألوا عنى وانتم رقة وبين جوانحى اسد تحفز للنزال….

لن تسألوا عنى وطبعى لا يزال خشن ومنكم استلم الحرير اهم خصال …

لن تسألوا عنى ومساحة من قبح تكسونى وانتم لحور الارض اهديتم جمال….

لن تسألوا عنى ومركبكم التايوتا والهمر وفى اسفارى تحملنى البغال….

لن تسألوا عنى وبداية تعليمكم روضة وانا حين ذاك أرعى للجمال ….

لن تسألوا عنى ومشربى الليمون والعرديب وشرابكم من بيبسي وكولا ومن رويال…

لن تسألوا عنى تعالجنى البصيرة ام حمد وطبيبكم دكتور كمال …

لن تسألوا عنى وبياض الرأس قد صرع السواد وشبابكم من بعد غض لا يزال ….

لن تسألوا عنى وملبسى الدبلان دوما فهو لباسكم يوما إذا حان ارتحال …

لن تسألوا عنى وقد كسيتم من الغنى حللا ولى من رقاع الفقر جلباب وشال…

لن تسألوا عنى وطيور على اشكالها تقع ومن العقل أن تؤخذ مثال ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!