مقالات الرأي
أخر الأخبار

عبدالماجد عبدالحميد .. آخر تحديث للعبودية (٧) – شـــــــوكة حـــــــوت – ✍️ عبدالماجد عبدالحميد

*يواصل دكتور الطيب احمد هارون مؤلف كتاب الجزيرة أبا همس التاريخ يواصل سرده قائلا إن الزكاة تعتبر مصدر من مصادر تراكم رأسمال دائرة المهدي وأورد الكاتب معلومات موثقة تثبت هذا الزعم والذي اكَّده ايضا الباحث صديق عبدالرحمن ازرق ١٩٩٦ قائلاً بدأ الامر حينما طلب الانصار من (السيد) عبدالرحمن ماذا يفعلون بالزكاة الفائضة من مزارعهم المطرية في منطقة قفا بعد إعطاء اقاربهم وجههم (السيد) أن يجمعوها في مكان واحد ليصرف منها علي الضيوف ومن وقتها بدأ جمع الزكاة من جميع مناطق الانصار في كل السودان وبدأت زكاة العيوش والمواشي ترد الي (الدائرة) بكميات كبيرة بواسطة وكلاء الامام الذين خصص لهم عشرة بالمائة مما يجمعونه منها وقد انشأت الدائرة مكتبا لادارة الزكاة باسم مكتب التموين والمواشي الذي عدل اسمه ليكون مكتب الشئون الدينية عام ١٩٥٠ وكان المكتب دقيقا في عملية جمع الزكاة واستلامها ورصد ما يصرف منها وكانت مواشي الزكاة توضع عليها ماركة الدائرة (A) وكانت الدائرة تفرز الجمال الساوية لترحيل القطن الي مراكز الوزن والتجميع والنقل ولحركة عمال الزكاة وتفرز الثيران الساوية لحرث الارض وتحضير المشاريع الزراعية والابقار ذات اللبن الي حظيرة الالبان وجلود الابل التي تذبح تباع وتورد القيمة لحساب مكتب المواشي واذا ماتت احداها علي الراعي أن يثبت ذلك باحضار الجزء من جلد الحيوان الميت والذي عليه الماركة (A) أما الخراف فتذبح اكراما للضيوف*.

 

*وكانت الدائرة توزع ابقارا علي موظفيها للاستفادة منها وتبيع من الانعام ما تقتضيه مصالحها ص (١٦٦) وجد الكاتب ان الزكاة المجموعة قد دخلت في انشطة (دائرة المهدي) التجارية وان مصارفها لم تكن منضبطة كما في الآية الكريمة بل صُرف من مواردها علي ضيافة أفراد (اسرة الإمام) ومن معهم وتذاكر سفر لهم كما صُرف منها علي الخدَّامين بالمنازل وعلي خيول الدائرة وعلي ضيافة السراي وعلي مؤتمرات حزب الامة ويطرح الكاتب في نهاية مبحثه حول دائرة المهدي سؤالا مشروعا ويقدِّم له بأن (دائرة المهدي) تعتبر من كبري الشركات الاقتصادية في السودان ان لم تكن اكبرها مما يجعل من مالكها أغني شخصية سودانية ويدعي أنه (إمام الدين) فهل كانت الدائرة تزكي اموالها ؟ وهو سؤال لم يجد له إجابة شافية ومتروك لمزيد من التقصي*.

 

*أما عن الضرائب وما اذا كانت الدائرة تدفع ضرائب ارباح الاعمال للحكومة أم لا مثلها مثل غيرها من الشركات فيضيف بأن خبرها قد جاء في مقال للأستاذ شوقي بدري في صحيفة سودانايل الالكترونية بتاريخ ١٧ ابريل ٢٠١٤ بعنوان (الأغنياء والأقوياء لا يدفعون) يروي الأستاذ شوقي أن موظفا بوزارة المالية اسمه علي دياب قام بكتابة خطابات الي (دائرة المهدي) و(آل المرغني) لسداد الضرائب لم يذكر التاريخ لكن الارجح في اواخر الستينات وكالعادة لم يكترث البيتان وصعَّد الموظف الامر واصدر أمرا بالحجز وقامت الدنيا وقالوا (ناس المالية) لعلي انهم قد كلَّفوه بمهمة إلا آنه طلع من الخط، فالبيتان لايدفعان ضرائب وتساءل علي وهو من مواليد مصر وانا أعرف من فين ؟ وليه يكون في ناس بتدفع وفي ناس مابتدفعش؟ وذهب وفد من المالية برئاسة الوكيل مصباح وقتها واعتذروا (للسادة) وتفهم السادة الأمر لكنهم قالوا ان الموظف انسان مدفوع من جهات معينة ولاحتواء الامر قامت المالية بتضمين علي بسرعة في أول بعثة وأعيد الي مصر لقد كان (السيد) عبدالرحمن رجل اعمال بحق وكان واسع الحيلة حتي علي الخواجات وذو بصيرة نافذة خاصة فيما يلي استدامة اعماله التجارية ولا سيما تعامله مع اضرابات عماله بحنكه بعكس ابنه الصديق*

 

نـــــــــــص شــــــــوكـة

 

*يذكر أن جميع مساكن الانصار في الجزيرة أبا في سنة ١٩٢٦ عندما اكتمل بناء سراي السيد مبنية بالقش والحطب وكذلك جميع المساجد بما فيها مسجد الكون الشهير بالجزيرة أبا وظلت تلك المساجد علي حالها مبينة بالقش والحطب حتي سنة ١٩٧٠ عندما تم ضرب الجزيرة بواسطة حكومة مايو ص (١٤٣) لكن فى عام ١٩٥٨ بعد انقلاب الفريق عبود وحل البرلمان استشعر السيد عبد الرحمن المهدي بعض الخطر علي مؤسساته فيما يبدو فأصدر منشورا لنواب وشيوخ الامة قال فيه (واعلموا أن دائرة المهدي مؤسسة اقتصادية اغراضهاخدمة الاهداف الدينية والاجتماعية للانصار وقد اصدرت تعليماتي لمديرها (السيد) الصديق عبدالرحمن وهو إبن (السيد) عبدالرحمن أن يبذل مجهودا لفتح المساجد والمعاهد والحفاظ علي كيان الانصار والعمل لرفاهيتهم) ازرق ص(٦٣) أصدر (السيد) ذلك المنشور وهو يعلم بعد الاستعراض اعلاه أن (دائرة المهدي) مؤسسة ربحية تتكون من مجموعة شركات مسجلة تحت قانون الشركات ولم تبذل أو تساهم أي مساهمة تذكر في بناء المساجد أو خدمة الانصار خاصة في الجزيرة أبا ومناطق الانصار الاخري لما يقرب من نصف قرن وبالتالي يصعب وصفها بأنها مؤسسة اقتصادية اغراضها خدمة الاهداف الدينية والاجتماعية للانصار لكن السيد كان بعيد النظر صديق امبدة يونيو من ٢٠١٦*

 

ربـــــــــع شـــــــــوكة

 

*عندما يتحدث التاريخ تصمت الألسن مهما كانت دماء الأنصار تجرى فى عروقنا كابر عن كابر وسنظل أنصار أبناء أنصار أبناء أبناء أنصار ويبقى التاريخ محطة للعظات والعبر وعدم تكرار التجربة*.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!