إضطر جهاز الأمن والمخابرات العامة عن كشف الاسباب التي أدت الى اعتقال الزميل الأستاذ الصحفي عبد الماجد عبد الحميد (مجيدي) كما يحلو للزملاء المقربين منه ان ينادونه بهذا الاسم وهو تصغير للتدليل، وهو اسم (دلع )كما يقول اهل السودان على شاكلة (حميدتي).
وطفقت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية قبل اكثر من (48 )ساعة تتداول خبر اعتقال الصحفي عبد الماجد عبد الحميد من قبل جهاز الامن قبل إطلاق سراحه بعد ذلك.
وكما هو معروف ان جهاز الامن لايكشف عن اسباب الاعتقال في كثير من الحالات للرأي العام حتى عندما يكون المعتقل شخصية معروفة في الوسط السياسي او في المجتمع.
ولكن في حالة اعتقال الصحفي عبد الماجد عبد الحميد ظل الوسائط تستنكر عملية الاعتقال ،وظلت (المهنية) و(الوطنية) التي يتمتع بها الزميل (مجيدي) تتصدر حديث كل من يكتب عن حالة الاعتقال دون معرفة الاسباب الحقيقية التي أدت الى اعتقاله.
وعندما تطاولت( الكتابات) وكثر( الانتقاد) على الجهاز بسبب هذا الاعتقال لصحفي معروف بوطنيته ومهنيته ودعمه للقوات المسلحة ومساندته لكل القوات النظامية بما فيها جهاز الأمن والمخابرات العامة، ،ويشهر سيفه في مواجهة اعداء الوطن ،فكيف لرجل بمثل هذه الصفات يتم اعتقاله والبلد والاسافير مليئة بما يدعمون التمرد ويتعلقون بأثياب الأجنبي وإن فاتهم يتمرغون في ترابه.
وعلى طريقة الحوار الذي دار بين سيدنا إبراهيم والنمروز كنعان (مع الفارق ) عندها أراد سيدنا ابراهيم انهاء (الحوار) ولا نقول (الجدل) ،قال ان الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي( كفر).
وعندما كشف جهاز الامن في توضيحه ان الصحفي عبد الماجد عبد الحميد اورد عددا من الأخبار غير صحيحة ،وهي اخبار تتعلق بشخصيات دستورية وتمس علاقات السودان الخارجية مع الاصدقاء والاشقاء وغيرها من الأخبار التي اوردها الجهاز في توضيحه وكلها غير صحيحة وان (مجيدي) كان يحسبها (سبقا). ولكن يبدو انها طلعت (سرابا) يحسبها الظمأن ماءا ،وإن الجهاز حاول معالجة الأمر بان ينفي عبد الماجد بعض مااورده من اخبار ،واتضح ان الجهاز راصد بالدقة لكل تلك الأخبار ومد حبل الصبر الى ان جاءت ساعة الاعتقال ولكن الجهاز اورد الاسباب الحقيقية ( فبهتت) الوسائط التي (كتبت).
وكانت القوات المسلحة قد وقعت في ذات الموقف عندما تكاثرت عليها أقلام الحرية والتغيير في ذلك العام الذي تم فيه إحالة الملازم أول وقتها محمد صديق من الخدمة،الذي استشهد مؤخرا قرب مصفاة الجيلي.
فكان محمد صديق من الذين يحمون اعتصام القيادة في ذلك العام من ايام الإعتصام ووقف مواقفه تلك التي شهدها الجميع ،والتي ختمها بالقول المعروف (تنقد الرهيفة).
واعتقد كثير من الناس ان قرار إحالته من الخدمة في القوات المسلحة جاء رد فعل من الجيش على موقفه هذا ،ووجدت أقلام الحرية والتغيير ضالتها في هذا الموقف وطفقت تقصف بالشمال واليمين لتنال من القوات المسلحة وقياداتها ووجدت تلك الفرصة التي لاتضيع لتنال وتضعف من موقف القوات المسلحة وتهز صورتها امام الشعب، وكان هذا هو هدفها الاول وليس الدفاع عن ملازم تمت إحالته للمعاش
ولكن قيادة القوات المسلحة فطنت الى الأمر وكشفت الاسباب الحقيقية للاحالة،ولاول مرة تفتح القوات المسلحة ملف خدمة احد افرادها للراي العام ،وذلك لتخرس كل تلك الالسن التي جعلت من الاحالة العادية والتي تحدث منذ تأسيس قوة الدفاع السودان قبل الاستقلال وحتى الآن لإلاف من الضباط في مختلف الرتب.
وبعد ان كشفت القوات المسلحة الاسباب الحقيقية فبهت الذي حمل (القلم) وبهت الذي (كفر).