مقالات الرأي
أخر الأخبار

المدرسة الإلكترونية السودانية، نبراس ينير دروب التعليم في خضمّ التحديات – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

في خضمّ الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها السودان، بزغ أملٌ جديدٌ يتمثل في قرار وزارة التربية والتعليم بإنشاء أول مدرسة إلكترونية في البلاد، تأتي هذه الخطوة الجريئة تجسيدًا لحرص الدولة على توفير فرص تعليمية نوعية لجميع أبنائها، بغض النظر عن موقعهم أو الظروف المحيطة بهم.

 

تُقدم المدرسة الإلكترونية حلولًا استثنائية لكثير من مشكلات التعليم في السودان، حيث تُتيح للطلاب مواصلة رحلة تعليمهم دون انقطاع، حتى في ظلّ الظروف القاهرة مثل الحروب والكوارث الطبيعية التي قد تُعيق سير العملية التعليمية التقليدية. كما تُتيح هذه المدرسة فرصة ذهبية للطلاب من المناطق النائية أو ذوي الإعاقة للتعلم عن بعد، ممّا يُؤمّن لهم فرصًا متساوية للوصول إلى المعرفة وتحقيق أحلامهم.

 

تُركز المدرسة الإلكترونية على تعليم مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل التفكير النقدي وحلّ المشكلات والتواصل الفعّال، ممّا يُؤهّل الطلاب بشكل أفضل لسوق العمل المستقبلي. كما تُعزّز هذه المدرسة مهارات التعلم الذاتي لدى الطلاب، ممّا يُتيح لهم التعلّم بالسرعة التي تناسبهم وبحسب احتياجاتهم الفردية.

 

لا تقتصر فوائد المدرسة الإلكترونية على تذليل صعوبات التعليم في ظلّ الظروف الصعبة فحسب، بل تمتدّ لتشمل جوانب أخرى هامة، منها دمقرطة التعليم فتُتيح المدرسة الإلكترونية للجميع، بغض النظر عن موقعهم أو خلفيتهم الاجتماعية أو الاقتصادية، فرصة متساوية للتعلم واكتساب المعرفة، وتعزيز التفاعل، فتُتيح بيئة التعلم الإلكترونية للطلاب فرصة أكبر للتفاعل مع المعلمين والزملاء، ممّا يُساهم في تعزيز مهارات التواصل والتعاون لديهم، بجانب التعلم المُخصّص، فتوفر المدرسة الإلكترونية إمكانية تخصيص خطط التعلم لتناسب احتياجات كل طالب وقدراته، ممّا يُساهم في تحسين تحصيلهم الدراسي.

 

على الرغم من الفوائد العديدة للمدرسة الإلكترونية، إلا أنّ هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها لضمان نجاحها واستدامتها، ونذكر منها نقص الوصول إلى الإنترنت، لا يزال الوصول إلى الإنترنت محدودًا في بعض المناطق بالسودان، بجانب ظروف الحرب، ممّا قد يُعيق قدرة بعض الطلاب على الاستفادة من المدرسة الإلكترونية، أو حتى في خارج السودان، فبعض المناطق تتعثر فيها خدمات شبكات الانترنت، ونقص مهارات استخدام الحاسوب، فقد يواجه بعض الطلاب صعوبة في استخدام الحاسوب والبرامج التعليمية الإلكترونية، ممّا يتطلب توفير برامج تدريبية مناسبة، وقد تكون تكلفة المدرسة الإلكترونية مرتفعة بالنسبة لبعض العائلات، ممّا قد يُعيق قدرتهم على تسجيل أطفالهم فيها.

 

لضمان نجاح المدرسة الإلكترونية وتحقيق أهدافها المنشودة، تُطالب الجهات المعنية ووزارة التربية والتعليم والملحقيات الثقافية باتخاذ خطوات ومنها التعاون مع الجهات المختصة، مثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لضمان توفير الإنترنت بأسعار مناسبة في جميع أنحاء البلاد، ويجب على وزارة التربية والتعليم توفير برامج تدريبية مكثفة للطلاب والمعلمين على استخدام الحاسوب والبرامج التعليمية الإلكترونية، ويجب على وزارة التربية والتعليم تقديم الدعم المالي للعائلات الفقيرة لمساعدتهم على تسجيل أطفالهم في المدرسة الإلكترونية، ويجب على وزارة التربية والتعليم إطلاق حملات توعوية واسعة النطاق لتعريف المجتمع بأهمية المدرسة الإلكترونية وفوائدها.

 

إنّ إنشاء المدرسة الإلكترونية السودانية في دول المهجر، كما هو متوقع وسيكون الحديث عنه ومناقشته والبدء في تأسيسه، وخاصة في دولة مصر قريبا، سأفرد له مساحة في إحدى مقالاتي القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!