أعلنت إيران اليوم عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية.
ولد إبراهيم رئيسي في مشهد في نوفمبر 1960، وبدأ حياته السياسية في سن مبكرة، حيث عُيّن مدعياً عاماً لمدينة كرج وهو في العشرين من عمره، بعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية عام 1979. قضى رئيسي قرابة ثلاثة عقود في السلك القضائي، وتولى مناصب عدة منها مدعي عام طهران بين 1989 و1994، ومعاون رئيس السلطة القضائية من 2004 حتى 2014، ثم مدعياً عاماً للبلاد.
رئيسي كان متزوجاً من جميلة علم الهدى، أستاذة في جامعة شهيد بهشتي بطهران، ولهما ابنتان. كان نسيباً لحجة الإسلام أحمد علم الهدى، إمام الجمعة وممثل المرشد الأعلى في مشهد.
تولى رئيسي رئاسة إيران في أغسطس 2021 بعد فوزه في انتخابات يونيو 2021، حيث حصل على 17.95 مليون صوت من أصل 28.6 مليون، بنحو 62% من الأصوات. تميزت تلك الانتخابات بنسبة مشاركة بلغت 48.8%، وهي الأدنى منذ الثورة الإيرانية.
حمل رئيسي شعار مكافحة الفساد في حملته الانتخابية، وقدم نفسه كعدو للفساد والأرستقراطية. عُرف بقسوته وانتهاجه مواقف متشددة ضد الغرب، واتهمته الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان، وفرضت عليه عقوبات في 2019.
خسر رئيسي الانتخابات الرئاسية في 2017 أمام حسن روحاني. رغم ارتدائه عمامة سوداء، لم يكن من مرتبة “آية الله”، بل “حجة الإسلام”. كان رئيسي مقرباً من المرشد الأعلى علي خامنئي، وتولى مناصب عدة بترشيحه، منها رئيس السلطة القضائية في 2019 ورئيس مؤسسة “أستان قدس رضوي” التي تدير ضريح الإمام رضا.
من خلال رئاسته لمؤسسة “أستان قدس رضوي”، اكتسب رئيسي نفوذاً سياسياً واقتصادياً كبيراً، ثم عينه خامنئي رئيساً للسلطة القضائية، حيث شرع في محاكمة مسؤولين كبار بتهم الفساد.
كما شغل رئيسي منصب مساعد وكيل الجمهورية للمحكمة الثورية الإيرانية في الثمانينيات، وكان من المؤيدين للقمع الشديد ضد احتجاجات “الحركة الخضراء” عام 2009، متعهداً بمواجهة “مثيري الشغب” حتى النهاية.
لقد ترك إبراهيم رئيسي بصمة كبيرة في السياسة الإيرانية، ووفاته تمثل خسارة كبيرة للقيادة الإيرانية.