من مدن النهود والفولة الحميرة شبيهة الخرطوم و من لقاوة وغبيش والمجلد، تلقيت هذا الصباح خبر سرنى جداَ حتى احسست بالدماء تتجدد فى عروقى وبالتعافى من الخمول والكسل الذى اصابنى من فرط كمية الاخبار المحبطة التى تلوث الجو العام ومن الروتين البايخ ،ان ياتيك خبر مثل خبر فتح المدارس فى ولاية غرب كردفان، لعمرى خبر مفرح يعيد الأمل لحياة الناس ويكسر حالة العزلة والجمود ويستحق ان نطرب له فهو يستنهض الهمم ويرفع الروح المعنوية لأبنائنا وبناتنا ليس فى غرب كردفان فحسب بل فى كل أنحاء البلاد ،لقد أحسنت سيدى الوالى دكتور عصام هارون والى غرب كردفان باتخاذكم مع لجنة أمن الولاية هذا القرار الكبير والمهم والخطير ، يقينى انكم قدر التحديدى تماماً، لأن الحرب على أرض الواقع انتهت ومعالجة مظاهرها ومخلفاتها يحتاج لوقت ولايمكن ان يتسمر الناس فى أماكنهم، انتظارنا لازالت كل آثار الحرب لابد من استئناف الأنشطة وأن يمارس الناس حياتهم بصورة طبيعية وهذا لن يتاتى الا بقرارات حاسمة مثل قراركم بفتح المدارس بعدها ومن خلال التجربة يمكن معالجة المشاكل التى سببتها الحرب، نحن نعرف ان المليشيا دمرت كل البنيات التحتية للتعليم، كالمدارس والاجلاس. وحرقت مخازن الكتب ودمرت خطوط المياة والكهرباء الملحقة بالمدارس وهدمت مساكن المعلمين، مع ذلك لابد من خطوة شجاعة لتجديد الآمال والعزائم لنعمر بلدنا من جديد ونتسامى فوق جراحاتنا لمستقبل تسود فيه روح الأخوة ومبادئ وقيم العدالة بعيداً عن التشرزم والقبلية والعشائرية،
غرب كردفان عانت من ويلات الحرب ومن الخراب والدمار الذى طال المدن والفرقان والمضارب بسبب عبث المليشيا بكل شئ خراب طال حتى الثروة القومية المتمثلة فى آبار النفط لم يسلم شئ فى ديار المسيرية والحمر الا وطالته ايادى المليشيا وخربته لكن عزائم المخلصين الوطنيين من أبناء غرب كردفان من رجالها ونسائها وشبابها لم تسقط والحرب فى عنفوانها ولم تلين والضغوط تتكالب عليهم من كل اتجاه فى ظروف معقد جدا فى ظل ضراوة وشراسة الحرب وفى عنفوان نشاط الطابور الخامس الهدام كانت حكومة الدكتور عصام هرون تتلمس الطريق بخطوات متسقة ومترابطة تعمل وتكد من اجل تثبيت المواطنين وبث الطمائنينة فى نفوسهم وتغطية احتياجاتهم خرجت بقرارات شجاعة، فيها تحدى للحكومة واختبار لامكانياتها مع ذلك عليها ان تمضى نحو أهدافها وان لاتخشى الاخفاق هنا وهناك فليس هناك تجربة مبراة من العيوب وشان كل الناس، تحديات وامتحانات، نرى ان فتح المدارس فى غرب كردفان سيطبع الحياة ويعيد المواطنيين لقضاياهم الأساسية وسيبقى الانشغال بالحرب قضية هامشية ونامل ان تكون مناسبة فتح المدارس فرصة لأبناء الولاية الذين مازالوا يحملون السلاح مع المليشيا ان يعودوا لرشدهم ويستفيدوا من شبابهم ويدعموا فرص الاستقرار لاهلهم بدلا من تخريب ديارهم بايدهم وليعودوا وليرددوا مع اخوانهم فى المدارس كل صباح تلكم الكلمات المحببه لنفوسنا ..نحن جند الله جند الوطن
نتحدى الموت عند المحن
نشترى المجد باغلى ثمن
يابنى السودان هذا رمزكم يحمل العزة ويحمى ارضكم
وصيتى لدكتور عصام ما تتراجعوا امشوا لى قدام عايزين نخرج من دائرة الحرب لفضاءات التعافى.
تعليق واحد