مقالات الرأي
Trending

دروس مستفادة من رحلة الصين نحو التحديث – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

شاركت في حدثًا هامًا تمثل في محاضرة المهندس عصام الدين شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، بعنوان “التحديث الصيني النمط: من الحلم إلى الواقع من المحلية إلى العالمية” والتي أقامتها جمعية المهندسين المصريين عبر تطبيق الزوم، تناولت المحاضرة رحلة الصين الاستثنائية نحو التحديث، ملقية الضوء على العوامل التي ساهمت في نجاحها، وما يمكن للسودان أن يستفيده من هذه التجربة الرائدة.

بدأت المحاضرة بجولة تاريخية عبر الزمن، حيث رسم المهندس شرف صورة للصين في الماضي، عندما كانت تعاني من الفقر والتخلف. ومع ذلك، لم تستسلم الصين لهذه الظروف، بل بدأت رحلة صعبة نحو التحديث، مستثمرةً إمكاناتها الهائلة وعزيمة شعبها.

أشار المهندس شرف إلى أن نجاح الصين لم يكن صدفة، بل نتاج استراتيجية مدروسة اتبعتها الحكومة الصينية، تميزت بخصائص فريدة، التركيز على التنمية الاقتصادية، فوضعت الصين التنمية الاقتصادية على رأس أولوياتها، من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي، وتطوير البنية التحتية، وتنفيذ سياسات تجارية منفتحة، مما أدى إلى تحقيق معدلات نمو اقتصادي هائلة، والدور القيادي للدولة، لعبت الدولة دورًا محوريًا في توجيه الاقتصاد وتنفيذ استراتيجيات التحديث، من خلال وضع السياسات والإجراءات اللازمة، وتوفير الدعم للشركات المحلية، وخلق بيئة مواتية للاستثمار، الالتزام بالعدالة الاجتماعية، فحرصت الصين على توزيع ثمار التنمية الاقتصادية على جميع أفراد المجتمع، من خلال برامج مكافحة الفقر والرعاية الاجتماعية، مما أدى إلى تحسين مستوى معيشة الشعب، مع الحفاظ على الهوية الثقافية، فحافظت الصين على هويتها الثقافية وتقاليدها العريقة، مع تبنيها للتكنولوجيا الحديثة والاكتساب من خبرات الدول الأخرى، مما مكنها من تحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على قيمها ومبادئها.

لم يكتفِ المهندس شرف بتقديم تحليل دقيق لتجربة الصين، بل قدم أيضًا اقتراحات عملية يمكن للسودان الاستفادة منها في رحلة تحديثها الخاصة، ومنها تطوير استراتيجية وطنية شاملة للتحديث، فيجب أن يضع السودان استراتيجية وطنية شاملة للتحديث، تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتها وظروفها الخاصة، وتحدد أهدافًا واضحة وقابلة للتحقيق، وتعزيز دور القطاع الخاص، فيجب أن يعزز السودان دور القطاع الخاص في عملية التحديث، من خلال تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع ريادة الأعمال، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، والاستثمار في التعليم والبحث العلمي، فيجب أن يستثمر السودان في التعليم والبحث العلمي، لتطوير مهارات القوى العاملة وابتكار تقنيات جديدة، مما سيساهم في تعزيز قدرتها التنافسية، والحفاظ على الهوية الثقافية السودانية، فيجب أن يحافظ السودان على هويته الثقافية وتقاليده العريقة، مع تبنيها للتكنولوجيا الحديثة والاكتساب من خبرات الدول الأخرى، مما يساعدها على تحقيق التحديث مع الحفاظ على قيمها ومبادئها.

أثارت المحاضرة نقاشًا هامًا حول نمط التحديث الصيني، ومدى إمكانية تطبيقه في السودان، وأشار العديد من الحاضرين إلى أن نمط التحديث الصيني قد لا يناسب جميع الدول، وأن لكل دولة احتياجاتها وظروفها الخاصة.

ومع ذلك، اتفق الجميع على أن تجربة الصين تقدم دروسًا قيمة للسودان في رحلة تحديثه، وأن الاستفادة من هذه الدروس مع مراعاة احتياجات السودان وظروفه الخاصة يمكن أن يمهد الطريق لتحقيق تقدم ملموس في مختلف المجالات.

أثبتت محاضرة المهندس عصام الدين شرف أنها منصة مثمرة لتبادل الأفكار والخبرات حول تحديات التحديث في السودان. قدمت المحاضرة تحليلًا دقيقًا لتجربة الصين، وفتحت الباب أمام نقاش هام حول كيفية الاستفادة من هذه التجربة في السياق السوداني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام