تطبيق التمكين الوظيفي بمفهومة العلمي في السودان ✍️ البروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي
يُعرفُ التمكين باللغةِ الإنجليزيّة بِمُصطلحِ (Empowerment)، وهو من الوسائل المستخدمة في تعزيزِ دور الموظفيّن في اتخاذ القرارات الجماعيّة ضمن المؤسسات، ممّا يساهمُ في زيادةِ كفاءتهم وفاعليتهم الوظيفيّة.
كما يعرفُ التمكين بأنّه منح العامليّن سلطةً مؤقتةً، أو دوراً وظيفيّاً لإبداء آرائهم حول طبيعةِ العمل، ويؤدّي ذلك إلى جعلِهم قادرين على التأثيرِ على النتائج النهائيّة، التي سيتمُ الوصول لها بعد تطبيق أحد الآراء.
ومن التعريفات الأخرى لمفهومِ التمكين: هو دعمِ الفاعليّة عند الموظف من خلال تمكينِهِ من الحصول على استقلاليّتِهِ ضمن بيئة العمل، مع الحرص على أن يحافظَ على تطور أدائه، والاستفادةِ من خبرتِهِ لتحقيق الأهداف المطلوبة منه والاسس السليمة للتكمين والتي تتمثل فيما يلي:
1. المهارات اللازمة: وهي كافة المهارات المعرفيّة والعلميّة التي تتوفرُ عند الموظفيّن، وتجعلهم قادرين على القيامِ بالعمل المطلوب منهم بأسلوبٍ مناسبٍ، ويتوافقُ مع بيئة العمل العامّة في المنشأة، وكلما كانت خبرات الموظفيّن كافية كلما ساهم ذلك في زيادةِ تمكينهم من القيام بأدوارهمِ الوظيفيّة بنجاح.
2. دقة المعلومات: هي توفير المعلومات الدقيقة من المديرين إلى الموظفيّن والعكس، من خلال الاعتمادِ على تعزيز دور وسائل الاتصالات في الربط بينهم، وكلما كانت المعلومات الواردة في وسائل الاتصالات دقيقةً، كلما أدى ذلك إلى تعزيزِ تمكين جميع العاملين في المؤسسة من تنفيذ المهام المطلوبة منهم.
3. الثقة: هي حافزٌ يؤدّي إلى تمكين التعامل الإيجابي بين المدراء، والموظفين، وكافة العامليّن في مختلف قطاعات العمل داخل المؤسسة؛ إذ يؤدي الاهتمامُ المتبادل بين الجميع بنجاح، وتطور العمل إلى تعزيز ثقتهم ببعضهم البعض، ثم تمكينهم من القيام بوظائفهم في بيئةٍ مناسبة.
4. الحوافز: هي مجموعةٌ من الوسائل المعنويّة، والماديّة التي تحرصُ الإدارة في المؤسسات على توفيرها للموظفين، حتى يتمّ تمكينهم من تحقيق النجاح في وظائفهم، واستمراريّتهم في العمل بكفاءةٍ، ممّا يؤدّي إلى تشجيعهم على تحمّلِ مسؤولية عملهم، ورفع معنويّاتهم للاستمراريّة في تطوير العمل.
واهم متطلبات التمكين تتمثل في الاتي:
1. تعزيز دور فرق العمل: هو من المتطلبات الأساسيّة لنجاح التمكين، والذي يعتمدُ على دمجِ الموظفيّن ضمن بيئة العمل، من خلال الاعتمادِ على توفير استراتيجياتٍ تساعدهمِ على تشكيل فرق العمل، والتي تقومُ على دعمِ اتخاذ القرارات التي تعتمدُ على التعاونِ بين أعضاء الفريق، من أجل تمكينهم من الوصول للقرارات الصحيحة.
2. التوجيه: هو دور المدراء في متابعة الموظفين من خلال تحديد صلاحيّاتهم، ثمّ تمكينهم من العمل ضمنها بحريّةٍ، ولكن مع ضرورةِ التزامهم بالقواعد والنظام الوظيفيّ الخاص بالمؤسسة.
3. القيادة الإداريّة: هي السلطة التي تقومُ بمنحِ الموظفيّن تفويضاً من أجل تمكينهم من اتخاذ قرارٍ ما، مع الحرص على متابعةِ مدى قدرتهم على الوصول إلى القرار الصحيح، وعند الفشل في اتخاذِ القرار تقوم القيادة الإداريّة بتمكين الموظفيّن عن طريق توفير الوسائل، والأدوات المساندة لهم.
اعتقد اننا في السودان في أمس الحوجة لتطبيق أسس التمكين الوظيفي بمفهومه العلمي السليم للنهوض بالخدمة المدنية والانطلاق بها لتحقيق اهداف وغايات تحيقق التنمية المستدامة.
البروفسيور : فكري كباشي الأمين العربي .
١٨ مايو ٢٠٢٤م.