تجذب السكة الحديد السودانية، كشريان حيوي للاقتصاد الوطني، اهتمامًا حكوميًا كبيرًا، تجلى مؤخرًا في اجتماع ضمّ كبار المسؤولين في الدولة لبحث سبل النهوض بهذا القطاع. وشهد هذا الاجتماع نقاشات مثمرة تناولت كافة جوانب عمل الهيئة، بدءًا من خطط التشغيل والتطوير، مرورًا بأوضاع العاملين، وصولًا إلى إعادة الهيكلة والتطوير.
تضمنت المناقشات خطة تشغيلية طموحة تهدف إلى إعادة فتح خطوط السكة الحديد لنقل البضائع، ممّا سيُساهم بشكل كبير في خفض تكاليف النقل وتعزيز التجارة الداخلية، خاصة على المسافات الطويلة. وتُعدّ هذه الخطوة حاسمة لربط مختلف أنحاء البلاد وتسهيل حركة السلع بينها، ممّا يُنعكس إيجابًا على النشاط الاقتصادي بشكل عام.
لم تقتصر الخطط على إعادة تشغيل خطوط السكة الحديد، بل شملت أيضًا تطوير المحطات الرئيسية لزيادة الإيرادات وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين. وتُعدّ هذه الخطوة ضرورية لخلق تجربة سفر مُريحة وآمنة للمسافرين، وجذب المزيد من العملاء، ممّا يُساهم في تعزيز دخل الهيئة.
لم تُغفل الاجتماعات معاناة العاملين في الهيئة، حيث تمّ التطرق إلى ضعف رواتبهم واقتراح حلول واقعية لتحسين شروط الخدمة. وأكّد المسؤولون على ضرورة ربط أي زيادة في الأجور بتعديلات هيكل الأجور العام للدولة، مع مراعاة الظروف المالية الحالية. وتُعدّ هذه الخطوة ضرورية للحفاظ على كفاءة العاملين وتحفيزهم على تقديم أفضل ما لديهم، ممّا ينعكس إيجابًا على أداء الهيئة بشكل عام.
أدرك الحاضرون أنّ النهوض بالسكة الحديد السودانية يتطلب أكثر من خطط تشغيلية وتطويرية، بل يتطلب إعادة هيكلة شاملة تُعزّز دورها الإداري والتجاري والاستثماري. ودعت النقاشات إلى استكشاف فرص التشغيل من خلال شراكات مع شركات مؤهلة، وتوسيع مصادر الإيرادات عبر نظام الوكلاء لنقل البضائع. وتُعدّ هذه الخطوات ضرورية لضمان استدامة الهيئة وتحقيقها لأهدافها التنموية.
إنّ هذه الخطوات تُبشّر بمستقبل أفضل للسكة الحديد، وإعادة تأهيلها لتلعب دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني. وتُؤكّد هذه الجهود التزام الدولة بأهمية هذا القطاع، وحرصها على النهوض به وتطويره لخدمة مصالح المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة، وإنّ رحلة النهوض بالسكة الحديد السودانية رحلة طويلة تتطلب صبرًا ومثابرة وتعاونًا من جميع الجهات. ولكن مع الإرادة والتصميم، ستُصبح هذه السكة الحديد شريانًا حيويًا يُساهم بشكل فاعل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في السودان.