على شرف السيد وزير المالية والاقتصاد بولاية نهر النيل الدكتور محجوب السر الذي وصل القاهرة قبل ايام برفقة مريض من اسرته التأم لقاء تفاكري تشاوري بمنزل البروف تاج الدين احد ابناء وعلماء الولاية المهاجرين بمدينة المهندسين …كان الغرض منه لقاء الرجل وهويزور ديارا نحن فيها وعلينا واجب السؤال عن حاله ثم سؤاله وهو المسؤول عن مال ولايتنا وعن الحال هناك وماسيؤول إليه الناس…
اللقاء برغم قلة حاضرية وبساطته كان مكتظا برجال علم وعلماء ورجال سياسة ورجال اقتصاد ومال واعمال واخرين والكل كان ممن يهتمون فقط بامر ولاية نهر النيل فهم ابناؤها وبحال السودان الذي يتوقون الى العودة إليه وقد تعافى من كل الامراض والادواء…
علماء بوكالة ناسا وخبراء تقويم جامعات أمريكية وعربية واقتصاديون بمراكز عليا ومؤهلات اعلى ورجال مال واستثمارات ضخمة طرحوا في ذلك اللقاء عصارة تجاربهم وقدموا مقترحات لحل كثير من اشكالات ولاية نهر النيل بل واشكالات كافة ولايات السودان…
تم تناول قضايا التعليم الاساسي والجامعي وكيفية تطويره والنهوض به نوعا وليس كما واليات فك الارتباط والسيطرة القابضة للمركز على كل التعليم في البلاد وهو ماعطل ويعطل حقوق الولايات في اختيار نوع التعليم العالي الذي تريد وفي اجتياز المراحل من التعليم الاساسي الى الجامعي بربط الكل بامتحان الشهادة الموحد وبعدم منح الولايات الحق في تطوير تعليمها الاساسي بالطريقة التي تريد والتعاقد من خبراء ومعلمين اجانب أو محليين في مواد تحتاج امثالهم مثلما كان الحال قديما حيث تتم الاستعانة ببريطانيين للغة الانجليزية وفرنسيين للفرنسية وبعض العرب وخاصة المصريين للاحياء والكيمياء والفيزياء والرياضيات وبمنح من تلك الدول..
تطرق اهل الاقتصاد والمال لاليات وطرق النحصيل وزيادة الموارد والايرادات وتطوير البنيات التحتية وتطويع القوانين بمايساعد على جذب المستثمرين…
كانت اجابات الوزير حاضرة على كل سؤال معللا ذلك بإنه باب تمويل كل الانشطة في الولاية وهو امر يمكنه من الاطلاع على مايجري هناك…
في جوانب الزراعة تحدث عن مشروعات الطاقة الشمسية وتخفيف العبئ عن المزارعين بتحمل الحكومة ثلاثة ارباع التكالبف وتمويل المواسم الزراعية بما زاد الانتاجية الى 23 جوالا لفدان القمح وانتاج كميات تكفي السودان كله هذا العام فضلا عن انتاجية البصل العالية وكثير من المزروعات ..
تحدث عن تطوير البنى التحتية وتاهيل مطار عطبرة ليصبح دوليا يتم افتتاحه بعد ايام كما تحدث عن المدن الصناعية في كل من ام الطيور والهودي وشندي والميناء الجاف والمنطقة الحرة ماتم من تجهيزات وتوصيل للخدمات ولم يتجاوز الوزير محطات الصحة وحقوق العاملين بالولاية وماتم من منجزات ومكاسب حققتها الولاية مستفيدة من الفراغ الذي احدثته الحرب في الصناعات والصناعات التحويلية وغيرها كثير…
مخرجات هذا اللقاء كانت تقول بان السودان وبوضعه الحالي وقوانينه وتشريعاته السارية هذه لن يمنح الولايات فرصا متساوية في تحقيق ماتريد ويطلق يدها في وضع التشريعات والمناهج ومسارات التعليم كما تبتغي ويتطلب وضعها ومجتمعها وهو امر معمول به حتى في الولايات المتحدة الامريكية التي تختار كل ولاية فيها نوع التعليم ومناهجه وكيفية تطويره والجامعات التي تريد والعلاقات التي تريد بناءها مع الخارج في هذه المجالات …
نهر النيل وبهذه الامكانيات التي اشرنا اليها وبما حققته وتمصي فيه بفتح الابواب مشرعة امام المستثمرين من كل ابناء السودان وخارجه وتعهد الوزير بتبني ذلك وتذليله كل العقبات ومنحه الاراضي دون مقابل لمن هو جاد ويتوجهها الحالي نحو تطوير كل قدراتها نعتقد إنها نواة للولايات المتحدة السودانية التي يمكنها ان تستفيد كل منها ممافيها من ميزات وإن تستفيد كل ولاية من ميزات الاخرى وتحقيق الفائدة المشتركة من كل مافي ارض السودان..
من هنا ومن بعد نهاية الحرب الحالية وحتى من قبل ان تنتهي لابد من التفكير الجاد في تغيير طريقة وتشريعات حكم البلاد ووضع تشريعات تسمح لكل ولاية الاستقلال بقرارها في كثير مما كان يسيطر عليه المركز انطلاقا من إن الحرب الحالية اظهرت عيوب نظام الحكم الحالي ومركزة كل شئ …
وكان الله في عون الجميع