قال حاكم اقليم دارفور المكلف وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور. بابكر حمدين ان ما تعرضت له مدينة الفاشر من حصار يعد جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، لانه يعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال تجويعهم وحرمانهم المنظم من حق الحياة وهو حق أصيل حتى في حالة الحروب والنزاعات ، واضاف أن الفاشر أصبحت ”مدينة تحت الحصار.
وادان حمدين في المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر اليوم للحديث حول التداعيات الإنسانية لهجوم مليشيا الدعم السريع المتمردة على مدينة الفاشر بأشد العبارات العدوان البربري بالحصار والقصف العشوائي لمليشيا الدعم السريع المتمردة وحلفائها من المرتزقة على مدينة الفاشر والذي عرض حياة المدنيين والنازحين لخطر الجوع والعطش والمرض والموت.
كما أدان الوزير عملية تجنيد وإستخدام الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر للعمل جنوداً في صفوف المليشيا وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني وطبقاً للمعاهدات والأعراف الدولية.
وطالب حمدين الامم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة إتخاذ قرارات ومواقف واضحة ضد مليشيا الدعم السريع وإدانتها وملاحقتها ومحاسبتها علي ما إرتكبته من إنتهاكات خطيرة بحق المدنيين في هجومها على مدينة الفاشر والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية اليها ، وحماية الأطفال بمنع تجنيدهم في صفوف المليشيا ، ومنع إستهداف معسكرات النازحين بواسطة المليشيا في العمليات العسكرية.
وثمن الدور الإيجابي لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور والعاملين في الحقل والإسناد الصحي بالولاية على جهودهم وتفانيهم في تقديم الخدمات تحت هذه الظروف كما ثمن الدور الإيجابي لقوات الشعب المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح وقوى المقاومة الشعبية الذين قامو بواجبهم في حماية المدنيين وممتلكاتهم.
وأوضح أن الهجوم على مدينة الفاشر يوم الجمعة والسبت والاحد والإثنين 10،11،12،13 /مايو/2024م ، سبقه هجوم من المليشيا على مناطق ريفي الفاشر الغربي أدى الى حرق نحو 15 قرية ، وتم الإعتداء على محليتي مليط والكومة والذي أوقع عددا من الضحايا، وتسبب في نزوح الآلاف إلى المدينة.
وابان ان هذا الهجوم جاء بعد حصار دام لأكثر من شهرين حشدت له المليشيا قواتها من كل ولايات دارفور وجلبت له المرتزقة الإجانب ، وتم فيه عزل المدينة عن محيطها وقطع خطوط الإمدادات عنها وأغلقت جميع الطرق البرية والجوية التي تربط المدينة بولايات السودان ودول الجوار ، ومنعت المليشيا دخول المساعدات الإنسانية والدواء والسلع الضرورية مما أدى لإرتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وقلة في مياه الشرب وتفشى المرض وسوء التغذية وسط الأطفال.
وابان أن مدينة الفاشر كانت ملاذاً آمنا ومركزاً انسانياً للنازحين الذين لجؤوا إليها من مختلف مدن البلاد بسبب تداعيات الحرب الدائرة ، بالإضافة لمعسكرات النازحين القديمة منذ العام 2003 ومراكز الايواء الجديدة.
وقال ان المليشيا إستخدمت في هجومها على الفاشر القصف العشوائي بواسطة أسلحة المدفعية الثقيلة بهدف إجبار المواطنيين على الفرار أو الإستسلام بغرض نهب أموال وممتلكات المواطنيين والوصول الى السيطرة الكاملة على ولايات دارفور
وأكد أن القصف أدي الى وفيات بلغ عددها 38 حالة وفاة وعدد 280 إصابة وسط المواطنين الأبريا العزل وإتلاف وتدمير بعض منازل المدنيين وبعض المواقع الخدمية الأساسية والتاريخية للمدينة مثل مستشفى الأطفال ومباني وزارة البنيه التحتية (المرصد الحضري).
وذكر ان إستخدام المليشيا للقصف العشوائي على المدينة أثر على المرافق الصحية وتسبب في خروج بعضها عن الخدمة وإكتظ بعضها الأخر بالمرضى وزاد عدد المصابين والجرحى والوفيات وزادت الحوجة للدم مع وجود شح في الأدوية والمسهلكات الطبية.
وشدد على ان وضع المدينه تحت الحصار والقصف العشوائي أمر يجافى كل الأعراف والقيم الإنسانية ويتنافى مع قوانين ومواثيق حقوق الإنسان التي نصت عليها المعاهدات الدولية وخاصة أثناء النزاعات والحروب.
وقال في هذا الصدد إن المليشيا إعتدت على معسكرات النازحين الواقعة شمال مدينة الفاشر مما عرض حياة النازحين للخطر وأجبرهم على النزوح مرة اخرى.
وترحم على أرواح الشهداء من القوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح والمستنفرين والمدنيين اللذين قتلو جراء الهجوم البربري لمليشيا الدعم السريع المتمردة على مدينة الفاشر وهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم ، وتمنى عاجل الشفاء للجرحي والمصابين.