في اليوم العالمي للكائنات المهددة (11 مايو)، يزداد قلقنا حيال مستقبل ثروتنا البيئية في الوطن العربي، حيث تُشير المؤشرات إلى تفاقم ظاهرة انقراض الكائنات الحية بوتيرة مُخيفة.
ترسم “القائمة الحمراء” للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) صورة قاتمة لواقع الكائنات الحية في الوطن العربي، حيث تُشير إلى وجود عدد هائل من الأنواع على شفير الهاوية. فالحيوانات والطيور النادرة، مثل النمر العربي، والغزال العربي، والنسر الذهبي، تُعاني من تدمير بيئتها الطبيعية والصيد الجائر، بينما تواجه النباتات مخاطر الرعي الجائر وجمعها بشكل عشوائي.
أبعاد كارثية تتخطى فقدان الأنواع
لا يقتصر خطر انقراض الكائنات الحية على مجرد خسارة لنوع نادر، بل يُشكل تهديدًا خطيرًا على التوازن البيئي بأكمله، فكل كائن حي يلعب دورًا هامًا في النظام البيئي، واختفائه يُؤثر على سلسلة الحياة بأكملها.
يعتمد الإنسان على المكونات البيولوجية بشكل كبير، فمنها نستمد طعامنا ودوائنا وصناعات أخرى، كما تُشكل النباتات والحيوانات عنصرًا هامًا في السياحة والترفيه. وفقدان هذه الكائنات يعني حرمان الأجيال القادمة من فوائدها المتعددة، ناهيك عن التأثيرات السلبية على الاقتصاد الوطني.
لحماية كائناتها الحية من الانقراض، علينا اتخاذ خطوات حاسمة تتطلب تضافر الجهود على مختلف المستويات، بإنشاء مزيد من محميات طبيعية التي تشكل ملاذًا آمنًا للكائنات الحية المهددة، حيث تتمتع بحماية من الصيد الجائر وتدمير البيئة، مع إنشاء مراكز إكثار لزيادة أعداد الأنواع المهددة بالانقراض، مع الحفاظ على تنوعها الجيني، والحفاظ على النظم البيئية التي تعيش فيها، مثل الغابات والأراضي الرطبة، لضمان استمراريتها، ونشر الوعي بأهمية حماية الكائنات الحية بين أفراد المجتمع من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التعليمية، وسن قوانين صارمة لحماية الكائنات الحية من الصيد الجائر وتدمير البيئة، مع تطبيقها بفعالية، ودعم الدراسات والأبحاث لفهم أسباب انقراض الكائنات الحية وإيجاد حلول فعّالة لحمايتها.
حماية كائناتنا الحية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، من حكومات ومنظمات ومجتمعات وأفراد. فلنُبادر جميعًا لاتخاذ خطوات حقيقية للحفاظ على هذه الثروة الغنية التي تُشكل أساس حياتنا ومستقبلنا.
يُزخر السودان وجنوب السودان بتنوع هائل من الحيوانات البرية، من الفيلة الضخمة والأسود القوية إلى الزرافات الشاهقة والطيور الجارحة المُحلّقة عالياً. لكن للأسف، يواجه العديد من هذه الأنواع الرائعة خطر الانقراض بسبب مجموعة من العوامل المُتداخلة، ممّا يُهدد بتدمير التوازن البيئي ويُفقِد الأجيال القادمة ثروة طبيعية لا تُقدّر بثمن، ولقد أشارت “القائمة الحمراء” للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) بأن في السودان 183 أيقونات مهددة بالانقراض ومنها فصيل القطط الكبيرة، فتُعاني أسود السودان من الصيد الجائر وفقدان الموائل، ممّا أدّى إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير، ةتُصنّف الفهود السودانية ضمن الأنواع المُهددة بالانقراض بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر.
انقرضت نمور السودان البرية بشكلٍ كاملٍ في الستينيات من القرن الماضي، بينما لا تزال بعض النمور موجودة في الأسر، وتواجه الفيلة خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر لأجل العاج، ممّا أدّى إلى انخفاض أعدادها بشكلٍ كبيرٍ للغاية، وتُعتبر الزرافات من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في السودان، حيث تعاني من فقدان الموائل والصيد الجائر، وتُهدّد العديد من أنواع الطيور الجارحة، مثل الصقور والنسور، بالانقراض بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل، وتواجه السلاحف خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل والتلوث.