مقالات الرأي
أخر الأخبار

جهاز المخابرات السوداني، صلاحيات جديدة وآمال عريضة – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة

شهد السودان مؤخرًا خطوة هامة تمثلت في منح جهاز المخابرات العامة صلاحيات جديدة بموجب قرار مشترك من مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء، وقد لاقى هذا القرار ترحيبًا شعبيًا واسعًا وسط آمال عريضة بأن تساهم هذه الصلاحيات في تعزيز الأمن ومكافحة التهديدات التي تواجه البلاد.

تأتي هذه الصلاحيات الجديدة في ظل ظروفٍ صعبةٍ يمر بها السودان، حيث تواجه البلاد العديد من التحديات الأمنية الداخلية والخارجية. وتُمثل هذه الصلاحيات خطوة هامة في اتجاه تعزيز قدرات جهاز المخابرات على أداء مهامه بكفاءة وفعالية أكبر، وتشمل هذه الصلاحيات، تحديد شروط وأحكام الاعتقال التحفظي، مما يُمكن الجهاز من التعامل بحزم مع المشتبه بهم في قضايا الأمن القومي، وتوسيع صلاحيات أعضاء ومدير المخابرات، مما يُعزّز قدرة الجهاز على اتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة التهديدات بكفاءة، بخصوص الحصانة التي يتشدق بها الأعداء خلال زمن الحرب، مما يُتيح للجهاز العمل بحرية في مواجهة الأعداء دون قيود قانونية، بجانب حقوق مكتسبة ومعروفة عالميا، حصانة أعضاء الجهاز والمتعاونين، مما يُحميهم من الملاحقة القانونية دون مبرر، و حظر حجز المؤسسات التجارية، مما يُساهم في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني.

تُحدد الصلاحيات الجديدة مهام ومسؤوليات محددة لجهاز المخابرات، تهدف إلى تعزيز الأمن القومي وحماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية. وتشمل، البحث والتحري عن أي تهديدات للأمن القومي، وتقديم المشورة والدعم الأمني والاستخباراتي للجهات الحكومية، ومكافحة التجسس والإرهاب والتطرف والتخريب، وكشف ومكافحة الأنشطة التخريبية للمنظمات والجماعات والأفراد داخل وخارج السودان.

يُمثل منح جهاز المخابرات صلاحيات جديدة عودة قوية لهذا الجهاز بعد سنوات من محاولات تفكيكه، ويُعزى ذلك إلى الدور المحوري الذي لعبه الجهاز في حماية البلاد خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل حرب الوجود التي يواجهها السودان، وقد أثبت الجهاز قدرته على العمل بكفاءة وفعالية، حتى في ظل الظروف الصعبة التي واجهها.

بدأت ملامح هذه العودة بالفعل على أرض الواقع من خلال حملات مكثفة لمطاردة تجار العملة والعملاء وسماسرة المواقف، وتُساهم هذه الحملات في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وتُرسل رسالة قوية للجميع بأنّ جهاز المخابرات عاد أقوى من أي وقت مضى.

يُرحب الشارع السوداني وبخاصة شرائح الإعلاميين والصحفيين، بمنح جهاز المخابرات صلاحيات جديدة، ويُعلق آماله على قدرة الجهاز في تعزيز الأمن ومكافحة التهديدات التي تواجه البلاد.

مخاوف وتساؤلات:

مع ذلك، تُثير هذه الصلاحيات الجديدة بعض المخاوف والتساؤلات، ومنها، ما هي الضمانات التي ستُتخذ لمنع استخدام الصلاحيات الجديدة لقمع الحريات؟، كيف سيتم مساءلة أعضاء جهاز المخابرات في حال ارتكابهم لتجاوزات؟، وما هو دور المجتمع المدني في مراقبة عمل جهاز المخابرات

لا شك أن منح جهاز المخابرات صلاحيات جديدة يُمثل خطوة هامة في اتجاه تعزيز الأمن والاستقرار في السودان، ومع ذلك، من المهمّ التأكيد على ضرورة وجود ضمانات قوية لمنع استخدام هذه الصلاحيات بشكل تعسفي، وضمان مساءلة أعضاء الجهاز في حال ارتكابهم لتجاوزات. كما أنّ للمجتمع المدني دورًا هامًا في مراقبة عمل الجهاز ومحاسبته على أدائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام