تابعت تصريحات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وهو يتحدث بثقة الرجال، حديث الصراحة والشفافية والشجاعة والإقدام، بالتحية الخالصة للشعب السوداني العظيم! تحية للرجال والنساء الذين وقفوا صامدين في وجه الظلم والعدوان، ودافعوا عن وطنهم ببسالة وشجاعة، تحية للقوات المسلحة والأجهزة النظامية من شرطة ومخابرات، الذين تصدّوا ببسالة للمليشيات المتمردة المجرمة، و حموا أرواح المواطنين وممتلكاتهم، تحية لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية الذين شاركوا في هذه المعركة الوطنية للدفاع عن الوطن.
لم يكن ما حدث حرباً عابرة، بل كانت ملحمة بطولية سطّرها الشعب السوداني بدمائه وتضحياته. لقد واجه هذا الشعب الصامد وحشية المليشيات المجرمة التي سعت لتدمير الوطن وقتل الأبرياء، لكنّ صمود الشعب وإيمانه بوحدة الوطن وقوته، هزم هذه المليشيات وأفشل مخططاتها الدنيئة.
لم نكن دعاة حرب، ونؤمن بضرورة الحلول السلمية، لكنّ صبرنا لم يقابل إلا بالمزيد من الجرائم والاعتداءات من قبل هذه المليشيات، لقد استباحوا دماء الأبرياء، ومارسوا أبشع أنواع الانتهاكات بحق المدنيين، ونهبوا ممتلكاتهم، وخرّبوا البنى التحتية للبلاد.
أمام هذه الجرائم البشعة، لم يكن أمام الدولة سوى خيار واحد: دحر هذه المليشيات المجرمة وتحرير الوطن من قبضتهم، لقد خاضت القوات المسلحة والأجهزة النظامية حرباً شرسة ضد هذه المليشيات، بدعم من الشعب السوداني البطل، وقد أظهرت هذه الحرب وحدة الشعب السوداني وتلاحمه في مواجهة الخطر الذي هدد الوطن.
لم يكن النصر سهلاً، بل دفع الشعب السوداني ثمنه غالياً من أرواح أبنائه، لكنّ هذا التضحية لم تذهب سدى، فقد حطمت قيود الظلم والعدوان، وفتحت الباب أمام فجر جديد للسودان.
إنّ دماء شهدائنا لن تذهب سدى، وصبرنا لن ينضب، سنواصل النضال حتى ننتصر ونحقق السلام العادل الذي ينشده شعبنا.
مسؤولية استعادة الأمن والاستقرار تقع على عاتق الجميع،على كل مواطن سوداني أن يشارك في هذا الجهد الوطني، وأن يدعم القوات المسلحة والأجهزة النظامية في مهامها.
إننا نؤكد على وحدة السودان ونحذر من مخاطر الانقسام والتفكك التي تسعى جماعات التمرد إلى زرعها، إنّ السودان واحد موحد، وشعبه يقف صفاً واحداً ضدّ أيّ محاولة لتقسيمه أو زعزعة استقراره.
نتقدم بالشكر الجزيل للدول الصديقة التي وقفت إلى جانب السودان في حربه ضدّ المتمردين، ونُقدّر دعمها السخيّ لجهودنا في حفظ وحدة البلاد وسيادتها، ونهيبُ بالمجتمع الدوليّ أن يضطلع بدوره في مساعدة السودان على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتحقيق التنمية المستدامة لجميع أبنائه.
ندعو الشعب السوداني العظيم إلى التكاتف والوحدة، ونُحفّزه على المقاومة والصمود في وجه التحديات حتى تحقيق النصر النهائي على المتمردين وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع بلادنا.
إنّ سعي المتمردين وراء مصالحهم الشخصية الضيقة لن يثني عزيمة الشعب السوداني عن الدفاع عن وحدة بلاده وسيادتها. إنّنا على ثقة بأنّ النصر حليفنا، وأنّ السودان سيخرج من هذه الأزمة أقوى وأشدّ عزمًا على بناء مستقبلٍ مشرق لجميع أبنائه.
معاً من أجل سودان موحد، حرّ، ديمقراطيّ، مُزدهر!
تعليق واحد