في بداية هذا الخطاب المفتوح للسيد وزير الثروة الحيوانية واتحاد الرعاة ارجو ان يشاركنى القراء الاكارم أن نرفع التمام ونخلع القبعات ونحنى الهامات تحية واجلالا لقطاع المنتجين للثروة الحيوانية
وجهدهم المضني والمعاناة التي تواجههم في سبيل الارتقاء بمنتجاتهم من الثروة الحيوانية بمختلف مسمياتها ويقدمونها علي طبق من ذهب للمصدرين ولا ينالوا الي فتات من عائداتها بالعملة المحلية ويقبض طفيليون من سماسرة محترفين زبدة عرق اولائك المنتجين من عائدات الصادر بالعملات الصعبة.. دولار ..يورو… ريال وغيرها … بمشاهدة ذلك الفيديو الذى تظهر فيه الخراف السودانية المتعارف على تسميتها فى سوق الخليج بالخراف السواكنية وهى تغادر باخرة الوصول إلى جدة ويبدأ مزادها ليصل سعر الخروف الواحد إلى أكثر من ١٧٠٠ ريال سعودى أو ما يعادل ال٨٠٠٠٠٠ ثمانمائة الف جنيه سودانى…حينما نشاهد هذه المناظر ونسمع لهذه الاسعار نشعر بالفخر والاعتزاز بقطاع ثروتنا الحيوانية ومستقبله الواعد ولسان حالنا يقول ما شاء الله على خرفانا البترفع اوطانا وتعدل مزاجنا…. لا اخفى عليكم أيها الإخوة أنه بقدر ما اننى مبسوط ومثمن جدا لاي خطوة يقوم بها اى وطنى غيور فى قطاع الثروة الحيوانية تجاه هذا القطاع الاقتصادى السيوبر مهم…. إنتاجا وتصديرا وتسويقا…بقدر ما انا مبسوط لكل ذلك بقدر ما اننى حزين حزن لا تعبر عنه الكلمات وتعترف الجمل..بضم الجيم.. بالهزيمة وذلك بسبب أن أغلبية هذا الدخل من الصادر وما يجلبه من قيم مضافة فى مختلف المراحل..اغلببة ذلك الدخل وللاسف الشديد لا يذهب إلى جيوب المنتجين الذين سكبوا العرق والجهد وقاطعوا جلسات الانس مع الاهل وعافوا لعب الضمنة والكتشينة واصابهم الرهق والمرض كل ذلك كثمن مستحق لأجل تحقيق هذا الإنجاز…وللاسف مرة أخرى فإن هؤلاء الاماجد وبعد كل هذه المعاناة لا ينالهم منها ومن عرقها إلا الفتات بينما يذهب اغلببة ثمار عرقهم إلى جوكية يظهرون فقط يوم الحصاد قادمين من جلسات الانس وطق الحنك والسهر مع أزرار الكى بورد وأسراره وسماره وليس فيهم رجل رشيد…
والحزن يزداد حينما يكون اولائك المنتجين البسطاء لا يعرفون الكثير عن الغاز الصادر واللعب الخشن والناعم فى مضاميره والعملات الصعبة ودهاليزها..
يتضاعف الحزن كذلك حينما تأتى السلطات الرسمية العاجزة عن تقديم الخدمات لذلك المنتج الذى يمكن أن يكون عافت عيونه النوم الهانئ ولايام وشهور بسبب لسعات البعوض..تأتى تلك السلطات لتتم الناقصة وعبر جيش جرار من عطالتها غير المبدعين لتفرض من الضرائب والرسوم المتعسفة على كل عضو من اعضاء الخروف التى يستعصى على كثير من البياطرة عدها وتسميتها ليكون ذلك خصما من ثمن كدهم ورهقهم…
نسأل الله أن يقيد لهؤلاء المنتجين المبدعين معتصما يستجيب لصراخهم المستمر وينصفهم من ظلم ذوى القربى… فكم معتصما بينكم ايها القائمين على أمر الثروة الحيوانية واتحاد الرعاة ووزارة المالية وكافة الجهات ذات الصلة… كم معتصما بينكم يقول أنا لها ويقوم بذلك الواجب فى انصاف ورفع الظلم عن شريحة المنتجين فى قطاع الثروة الحيوانية وتذكروا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب…. وحسبنا الله ونعم الوكيل…
دكتور عباس طه حمزة
جامعة الخرطوم