وسط أجواء حزينة وبمشاركة سودانية وتركية ، البرهان يقبر فلذه كبده في جبال الأناضول  ✍️ مصعب محمود

نائب الرئيس التركي يستقبل البرهان بالمطار ويرافقه لتشييع ابنه برفقه لفيف من الوزراء وكبار المسؤولين الأتراك

 

السودانيون في تركيا يشكلون لوحة إنسانية بتعزية البرهان وأسرته

 

الكرامة : مصعب محمود انقرا

 

 

 

*قصة الحادث المروري*

الزمان ٦ مارس ٢٠٢٤ المكان احد شوراع العاصمة التركية انقرا …. كاميرات المراقبة فى احدى التقاطعات المرورية ترصد حادثا بين دراجة نارية وعربة صالون … الدراجة النارية تصدم بمؤخرة العربة من شدة الإرتطام يطير سائق الدراجة النارية عدة أمتار قبل أن يصطدم بالأرض .

لسوء الحظ كان الطالب محمد عبدالفتاح البرهان هو سائق الدراجة النارية حيث تم حجزه في غرفة العناية المكثفة بمستشفى أنقرة بلكنت .

تناقلت وسائل الإعلام التركية ثم السودانية خبر الحادث المؤسف متمنين الشفاء له ليعود لقاعات الدراسة حيث يواصل تعليمه مع زملاءه واقرانه بجامعة اتيليم بأنقره .

 

*العلاج بالمسشفى*

ظل الطالب محمد عبدالفتاح البرهان يتلقى العلاج بمستشفى مدينة أنقرة بلكنت تحفه دعوات والدته ووالده واخوته وأهله وزملاء الدراسة من الطلاب الأتراك والسودانيين وبقية الجنسيات .

تباينت حالته الصحية ما بين التحسن أحيانا والتدهور في أحايين أخرى .

 

*إعلان الوفاة*

منذ مطلع مايو تحسنت حالة محمد الصحية بشكل مضطرد وإرتفعت معدلات علاماته الحيوية وإنعكس ذلك على والدته وأسرته التي ترافقه معنويا حامدين شاكرين لله ، إلا أنه فجأة تدهورت حالته دون سابق إنذار ظهر الجمعة ٣ مايو ٢٠٢٤م ، فأسلم الروح لبارئها عصر الجمعة قبيل مغيب الشمس .

 

*سفر الوالد البرهان*

تم إخطار والد الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية بوفاة إبنه بعيدا عنه ، تلقى البرهان الخبر الحزين بكل صبر وإحتساب ، ومن ثم إنتشر الخبر وسط اهله من جهتي والد ووالدة المرحوم ومن ثم وسط الجالية السودانية بتركيا ، وفي تمام الساعة السادسة مساءا بدأ خبر الوفاة في الإنتشار قروبات الواتساب ، فطارت الأسافير بالخبر الحزين مشاركين رئيس مجلس السيادة وأسرته فقدهم احد شباب الأسرة ، داعين له له بالمغفرة والرحمة ولأهله بالصبر والسلوان وحسن العزاء.

فقرر البرهان وقتها أن يكون حاضرا بنفسه في مراسم التشييع ليخفف على أهله وأسرته.

 

 

*وصول البرهان إلى تركيا*

هبطت طائرة الرئيس البرهان فجر يوم السبت في أنقرا مرتديا بدلة سوداء بقميص أبيض دون كرافته ومع عدد محدود جدا من طاقم مكتبه حيث كان في إستقباله نائب الرئيس التركي جودات يلمظ وعدد من المسؤولين بتركيا إضافة إلى طاقم السفارة السودانية بأنقرة بقيادة السفير نادر يوسف الطيب رئيس البعثة والسفيرة عفاف محمد محمداني نائب رئيس البعثة والعميد كيمائي ركن محمد عمر الملحق العسكري بالسفارة والملحق الفني آدم ادريس والسكرتير الثالث مي عجيمي إضافة إلى طاقم وزارة الخارجية التركية.

 

 

*تشييع محمد البرهان*

 

عند العاشرة صباحا وصل البرهان إلى المستشفى حيث جثمان إبنه له الرحمة والمغفرة فقام بغسله بكل صبر وثبات وإحتساب وسط حضور بعض أهله و لفيف من زملاء الدراسة بالجامعة ومنسوبي السفارة والجالية السودانية .

عند الواحدة ظهرا تحرك الرئيس البرهان برفقه إبنه ومرافقيه إلى حيث الصلاة على الجثمان في مسجد مقبرة أنقرة ومن ثم التشييع حيث شهد مراسم الصلاة على الجثمان المئات من الأتراك والسودانيين وسط إجراءات أمنية وتغطية إعلامية كبيرة للإعلام التركي ، المشاركة التركية كانت على أعلى مستوى حيث تقدمهم نائب الرئيس جودت يلماز ، و وزير الدفاع يشار غولار ، و وزير الشؤون الدينية علي أرباش ، و مدير المخابرات إبراهيم كلن ، ونائب وزير الخارجية السفير يس اكرم ، إضافة إلى محافظ أنقرة و رئيس حزب العدالة والتنمية بأنقرة ، و المستشار السابق للرئيس أردوغان د يس اوكطاي .

وطاقم الدبلوماسية السودانية في تركيا بقيادة سفير السودان في أنقرة السفير د نادر يوسف ، و قنصل السودان في اسطنبول الوزير المفوض خالد الخير ، ورموز الجالية السودانية في تركيا يتقدمهم الاستاذ اسامة سيداحمد رئيس الجالية السودانية في انقرة واعضاء مكتبه التنفيذي ضياء والأستاذ شريف كنه الامين العام للجالية، و المهندس نزار عطا المنان رئيس الجالية في أسطنبول يرافقه رجل الاعمال الشاب ابراهيم الشيخ سكرتير العلاقات الخارجية بالجالية.

وزير الشؤون الدينية أم المصليين في صلاة الظهر ثم صلاة الجنازة وقدم حديثا دينيا باللغتين العربية والتركية مواسيا للفريق اول البرهان والد الراحل المقيم محمد .

ومن ثم تحرك السيد الرئيس البرهان وعموم المشيعين إلى حيث المقبرة حيث تم إنزال الجثمان الطاهر إلى حيث مثواه الآخير ، وسط التهليل وذكر الله ، مشهد حزين سطره الوالد البرهان وهو يحمل الكوريك وهو يهيل التراب فوق قبر إبنه وفلذه كبده وسط إقليم الأناضول بعيدا عن تراب بلاده ومرقد جدوده ، مشهد ملي بالصبر والعبر والسيد رئيس مجلس السيادة طيلة العام الماضي يتقدم الصفوف بنفسه مدافعا عن الوطن ضد تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة والقوات المسلحة السودانية .

 

*سرادق العزاء في منزل السفير بأنقرة*

بعد نهاية مراسم التشييع إستقبل الرئيس البرهان جموع المعزيين من السودانيين منسوبي الجاليات السودانية من مختلف المدن التركية ، ولفيف من الأتراك أصدقاء السودان وكذلك منسوبي البعثات الدبلوماسية والجاليات العربية وزملاء واساتذة المرحوم في جامعة اتيليم بانقرة .

حيث إستقبل البرهان في سرادق العزاء وزير الدفاع التركي يشار غولار يرافقه لفيف من القيادات العسكرية .

ومن ثم لفيف من السفراء يتقدمهم السفير الفلسطيني فايد مصطفى عميد السلك الدبلوماسي العربي والذي سلم برقية عزاء من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن كما وصل معزيا السفير العماني سيف راشد الجوهري والسفير اليمني محمد صالح احمد طريق ، وكذلك السفير المصري والسفير السعودي وسفراء دول اخرى ، وقيادات المجلس الأعلى للجاليات العربية بتركيا والذين قدموا برقية عزاء ومواساة قاموا بتلاوتها أمام السيد الرئيس البرهان.

وفي اجواء سودانية حزبنة ظل السودانيين مرابطين في منزل سعادة السفير مستقبلين المعزين مرافقين لوالد الفقيد وأسرته حتى وقت متأخر من مساء يوم السبت رافعين الأكف بأن يتقبله وأن ينصر الله قواتنا المسلحة على مليشيا الدعم السريع.