أخلاقنا الجميلة.. نصائح لتعديل سلوك أطفالنا في زمن الحرب – شئ للوطن – ✍️ م. صلاح غريبة
يصادف اليوم الرابع من شهر مايو سنوياً اليوم العالمي لمكافحة التنمر، ظاهرة خطيرة تهدد سلامة أطفالنا ونفسيتهم، وتترك آثاراً عميقة يصعب محوها مع مرور الزمن، ونحن في هذا اليوم، نقف معاً كجبهة واحدة لمكافحة هذه الظاهرة، ونسلط الضوء على أخلاقنا الجميلة، ونقدم بعض النصائح لتعديل سلوك الطفل في ظل تفشي ظاهرة التنمر، التي تسبب جروحاً نفسية عميقة للطفل المتنمّر به، مما يُفقده الثقة بالنفس، ويُعيقه عن تحقيق إمكاناته، ويُؤثّر على سلوكه وعلاقاته مع الآخرين.
ولكن، لابدّ من التأكيد على أنّ التنمر ليس سلوكاً فطرياً، بل هو سلوك مكتسب ناتج عن عوامل متعددة، منها التنشئة الأسرية، فقد ينشأ التنمر عن بيئة أسرية مليئة بالعنف أو الإهمال، أو عن قلة الاهتمام من قِبل الوالدين، وقد يُعاني الطفل المتنمّر من اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب، مما يدفعه إلى التنمر كوسيلة للتعبير عن مشاعره السلبية، وقد يتأثر الطفل بسلوكيات المتنمّرين الآخرين، فيُقلّد سلوكهم سعياً وراء الشعور بالانتماء أو القوة.
لا شكّ أنّ ظروف الحرب واللجوء تؤثّر بشكل كبير على سلوك الطفل، وتُزيد من احتمالية تعرضه للتنمر أو ممارسته، فاطفالنا المتواجدين في مناطق غير مناطق تنشئتهم الاصلية، خاصةً أولئك الذين تعرضوا لصدمات الحرب، قد يعانون من مشاعر الخوف والقلق والغضب، مما قد يدفعهم إلى سلوكيات عدوانية، بما في ذلك التنمر، وهنا يقع على عاتق المجتمع مسؤولية كبيرة في مكافحة ظاهرة التنمر، وذلك من خلال نشر الوعي حول مخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأطفال، وذلك من خلال برامج التوعية في المدارس المحلية المتواجدة ومن خلال بيئات المجتمعات، ويجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال في مناطق تواجدهم خارج مناطقهم الاصلية، من داخل حدود الوطن أو خارجه، لمساعدتهم على التأقلم مع بيئتهم الجديدة والتغلب على مشاعرهم السلبية، ويمكن إنشاء أندية إرشاد أسري للجالية السودانية في مصر لتقديم الدعم النفسي للأسر وتعليمها كيفية التعامل مع أطفالهم المتنمّرين.
نصائح لتعديل سلوك الطفل من خلال الحوار، فيجب التحدث مع الطفل المُتنمّر بهدوء وفهم، ومحاولة معرفة أسباب سلوكه، ويجب تعزيز سلوكيات الطفل الإيجابية ومكافأته عليها، مع تحديد عواقب واضحة لسلوك التنمر، وتطبيقها بشكل ثابت، بجانب طلب المساعدة، إذا لم تتمكن من تعديل سلوك الطفل بمفردك، فلا تتردد في طلب المساعدة من أخصائي نفسي.
مُكافحة التنمر مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من الأسرة والمدرسة والمجتمع، وعلينا جميعاً أن نُحرص على تنشئة أطفالنا على الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة، وأن نُغرس فيهم روح التسامح والاحترام للآخرين، فلنجعل مجتمعنا خالياً من التنمر، ونُؤسّس لأجيال قادمة تُنير دروب المستقبل بأخلاقها الجميلة.
وهذه دعوة لأن تتبنى أجهزة الجالية بمصر والأندية والدور والجمعيات والمنظمات السودانية بمصر أندية إرشاد أسري تحت تحكم ذوي الاختصاص.