
ابدأ هذا المقال بأبيات الشاعر صديق مدثر في قصيدته الرائعة “ابنة النور يارمز الحياة” وقد قالها في الراحلة دكتورة نفيسة احمد الامين..
وهنا اريد أن أشير لتاريخ المرأة ابان تكوين الاتحاد النسائي …
اي صوت زار بالامس خيالي
طاف بالقلب وغني للكمال ..
أذاع الطهر في دينا الجمال ..
إنه صوتي أنا .. زاده العلم سنا..
إنه صوتي أنا أبنة النور أنا..
أو تدري من أنا.. أنا أم اليوم أسباب الهنا..
وهنا لابد من الإشارة لتاريخ القصيدة وللعمل النبيل الذي تشير إليه، فالادب أيضا يستقى من التاريخ واحداثه، فإذا كانت ترمز لتاريخ طويل ملئ بالإنجازات فكيف سيكون حالنا اليوم؟.. دعونا ننتقل لقصيدة أخرى وهي
يا ام ضفاير قودي الرسن
واهتفي فليحيا الوطن
والتي تعكس مشاركة المرأة في النضال ضد الاستعمار
وما حدث بعدها من دخول المرأة للتعليم، الطب، الصحافة، السياسة، البرلمان، القضاء، الوزارة والولاية وليس ذلك فحسب بل أصبحت أول امرأة عربية لها الحق في الترشيح والانتخاب وبعد أن ظهر نظام الكوتة كانت أول امرأة عربية وأفريقيا تناله وتقدمت منذ القرن الماضي في مجال المرأة وحقوقها حتى وصلت لدرجة الحفاظ عليها عبر الدستور والقوانين.
سادتي ان المرأة السودانية نالت أكثر مما نالته النساء من حولنا، حتى ما يتعارف عليه حديثا بأنه عنف ضد المرأة كانت التعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد الاجتماعية سدا منيعا ضد حدوثه ولم يجد الباحثين عن كل انواع العنف فلم يجدوا إلا القليل..
سادتي نحن نحتفل اليوم باليوم العالمي للمرأة والسودان يعيش حالة من التشرد والنزوح واللجوء بسبب الحرب اللعينة التي فعلت ما فعلت بالسودان بصفة عامة وبالنساء بصفة خاصة فهي التي فقدت امانها وأسرتها وبيتها وتم اغتصابها ونزحت ولجأت وترملت ومات زوجها وابنها ويتم أطفالها هي من فقدت مصدر رزقها وإذا كان العالم ومنظمات المرأة منصفين وكانو يبحثون عن مشاكل المرأة فإنها لاتحتاج لبحث ولا إثبات.. خاصة اؤلئك اللاتي كن يبحثن عن عنف ضد المرأة بعد الثورة، وقاموا بتأليف الروايات والقصص وصمتوا بعد الحرب فاهي الأحداث أمامهم مثبتة فماذا هم فاعلون؟.
تنظير أخير..
اتمنى ان ينتبه كل من يعملون في مجال المرأة أن قضايا المرأة يجب ان لا تسيس، وان أي نجاح فيها يعتبر مكسب للسودان، والمرأة السودانية متقدمة على رصيفاتها في العالم فلا تجعلو الانتماءات السياسية تأخذها للوراء.