
حين يتحدث زعيم عالمي بحجم فلاديمير بوتين عن السودان بهذه القوة والوضوح، فهو لا يلقي بالكلمات جزافًا، بل يدرك ما يقول ويعرف مغزاه جيدًا. السودان ليس مجرد دولة عابرة في صفحات التاريخ، بل هو أمة ضاربة بجذورها في عمق الزمن، وشعبه لم يكن يومًا متفرجًا على أحداث العالم، بل كان صانعًا لها، مشاركًا في معارك التحرير، وبانيًا لحضارات قامت ثم أشرقت منها شمس المعرفة على العالم ودول الخليج تقف شاهدة علي ذلك
حديث بوتين عن الجيش السوداني لم يكن مجاملة دبلوماسية، بل إقرار بحقائق قد يتجاهلها البعض عمدًا. فهذا الجيش لم يكن حديث عهد بالحروب، بل هو من أقدم الجيوش التي عرفها التاريخ، حيث قاتل بشجاعة في ميادين لم تكن تخصه وحده، بل كان فيها نصيرًا للمستضعفين، وشارك في معارك كبرى عالمية وإفريقية . هذه ليست مجرد إشادات، بل إعتراف بدور لا يمكن إنكاره، ومحاولة لتذكير العالم بماضٍ يحاول البعض طمسه
السودان كان وما زال دولة محورية في قلب إفريقيا والعالم، لكن المؤامرات التي تحاك ضده ليست وليدة اليوم، بل هي سلسلة ممتدة من التدخلات التي هدفت إلى إضعافه وتمزيقه، لأن السودان القوي يشكل توازنًا إستراتيجيًا في المنطقة، ولأن ثرواته لو استثمرها بنفسه لأصبح قوة اقتصادية وعسكرية لا يُستهان بها، هذه الحقيقة يدركها من يريد له النهوض، كما يدركها من يعمل على إبقائه أسير الأزمات
في المقابل، هناك رؤساء وزعماء عالميون لم يكونوا يومًا منصفين في حديثهم عن السودان، بل سعوا إلى تصويره كدولة ضعيفة تحتاج إلى الوصاية مثال لذلك العائلة (الفولكرية ) ! وروّجوا لفكرة أنه بلد الأزمات المستمرة، متجاهلين عن قصد تاريخه وإمكاناته، هؤلاء لا يرون السودان إلا من منظور المصالح الضيقة، حيث لا يكون مرغوبًا إلا حين يخدم أجنداتهم، أما عندما يطالب بحقه في النهوض، يصبح فجأة ساحة للصراعات التي تُغذى من الخارج
إني من منصتي أنظر …..حيث أقرأ جيدا : أن التاريخ لا يُكتب بالأكاذيب، والحقيقة تفرض نفسها مهما حاول البعض طمسها ، السودان الذي كان، هو السودان الذي سيكون، بل أقوى وأصلب ، وكما قاوم كل محاولات التهميش والتقسيم سيعود ليأخذ مكانه الطبيعي، ليس بفضل منحة من أحد، بل بإرادة شعبه، وبتاريخه الذي لا يمكن محوه، وبمستقبله الذي لن يكون إلا امتدادًا لمجده العريق.