
كتب :خالد محمد الباقر
تصوير : عصام بابكر
⭕ هي حكايات وليست حكاية واحدة، إذ تتنوع قصص البرش في كل زاوية من زوايا شهر رمضان، حيث تتجمع الشخصيات المختلفة حول مائدة الإفطار، مما يخلق أجواء من الألفة والمحبة بين الجميع. إن البرش يمثل أكثر من مجرد وجبة، بل رمزاً اجتماعياً وثقافياً يتعدى حدود المائدة .
⭕ الرابطة وما أدراك ما هي، هي مجموعة من الأفراد الذين اجتمعوا من خلفيات ثقافية متنوعة، يجسدون تسامحاً وتعاوناً نادراً في زمن يفتقر إلى التلاحم الاجتماعي. فوائد ومكاسب متعددة نالتها المدينة الحسناء شندي من وجود كوكبة رابطة إعلاميو الخرطوم الوافدين، الذين لم يجلبوا معهم المعرفة فقط، بل أضفوا لمسة جديدة من الإبداع الإعلامي جعلت من شندي نقطة مضيئة في خريطة
الإعلام السوداني.
⭕ برش المحبة، واجواء رمضان ، هو بمثابة احتفاء بالصداقة والمبادرة المجتمعية، حيث تجمع هذه اللحظات الفريدة مجموعة من الشخصيات البارزة التي اغتنت إدراكنا ووعينا . إن البرش وحده كان ومازال يمثل أهم برامج المدينة اجتماعياً وثقافياً وفنياً، حيث يُسهم برش الحبيب عصام في توحيد الرؤى ووجه الناس نحو إنتاج الأفكار المجتمعية، محتفظاً بروح التجديد والإلهام للعديد من الشباب. لقد كان البرش مثالاً متألقاً على برنامج أستاذنا المخضرم السر قدور في الإقبال، مما دفع الكثيرين للتوافد بشغف كل مساء. علمنا البرش أهمية التعاضد والتلاقي والمحبة، حيث جمعنا في لحظات توحد فيها الناس خلف همومهم وجراحهم، تُوضع جانباً لمشاركة الضحك والفرح .
⭕ كما أزال البرش عنا عوازل
الغربة والوحشة ، فمن السهل
أن يشعر المرء بالعزلة، لكن في تلك الأمسيات الساحرة، أصبح الجميع أسرة واحدة. وكل أعضاء الرابطة فلنقل جلهم ، كان لديهم حرص شديد على الحضور، متعلمين من البرش كيف نتجاوز التحديات ونواجه
واقعنا بروح جماعية .
⭕ والحمد لله أن البرش مفروش بالمحبة والقابلية للآخر، أي كان من أين أتى أو من أي خلفية حضارية جاء. إنها ميزة وسنة استنتجتها الرابطة، وتظل حصرياً ممهورة بتوقيعها ما حينا، حيث تظل هذه اللحظات حية في الذاكرة، وتنتقل عبر الأجيال، لترسخ قيم المحبة والوحدة في قلوب الجميع.