شكرًا للأئمة والدعاة.. سهام دعائكم صنعت النصر – بريق العابرين – ✍️ رائد دكتور – هشام الشيخ العوض
![](https://www.zooll.net/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20250128-WA0007_640x325.webp)
الدعاء هو من أعظم العبادات التي منحها الله لعباده، وهو الوسيلة التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، والمفتاح الذي يرفع البلاء ويدفع المصائب. لقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية الدعاء في حياة المسلم، لما له من تأثير كبير في الدنيا والآخرة. يقول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة: 186]. ويقول أيضًا: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون} [النمل: 62].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح، في دبر كل صلاة إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية، ويؤمِّن من خلفه” رواه أبو داود.
كم من نصر تحقق عبر التاريخ بفضل دعوة صادقة خالصة من رجل صالح لا يعلمه أحد، ربما كان من الفقراء أو الضعفاء الذين لا يلتفت إليهم الناس، لكن الله استجاب لدعائهم. فالنصر قد يُنسب في الدنيا إلى القادة والمجاهدين، لكنه عند الله يكون بسبب دعوة مظلوم، أو توسل خالص إلى الله في جوف الليل. وقد جاء عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قوله: “إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم، وإخلاصهم” رواه النسائي.
اليوم، ونحن نشهد انتصارات عظيمة على مختلف المحاور، لا يمكننا إغفال الدور الكبير الذي قام به أئمة المساجد والدعاة الصالحون في دعم القوات المسلحة والقوات المساندة لها. فهؤلاء الرجال لم يحملوا السلاح في ساحات المعركة، ولكنهم حملوا أقوى سلاح يمكن أن يمتلكه الإنسان: الدعاء.
هؤلاء الأئمة الصالحون، نراهم في كل صلاة، يرفعون أكفهم إلى السماء قانتين، متضرعين إلى الله أن ينصر القوات المسلحة ويثبت أقدامها، وأن يشتت شمل المليشيات الظالمة ويزلزل أركانها. دعواتهم لم تتوقف عند النصر، بل امتدت إلى طلب الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، ورفع المعاناة عن المظلومين.
إن هذه الدعوات الصادقة هي بمثابة سهامٍ أصابت أهدافها بدقة، فأوقفت البلاء، وفتحت أبواب النصر والتمكين. لقد رأينا بأعيننا كيف أن الله سبحانه وتعالى استجاب لهذه الدعوات، لأن أصحابها كانوا يدعون من منطلق الحق، يطلبون دفع الظلم ونصرة المظلومين.
إلى أئمة ودعاة بلادي: إن كلمات الشكر لا تفيكم حقكم. لقد كنتم بحق سندًا قويًا وركيزة صلبة للقوات المسلحة في معركة الكرامة. دعاؤكم بثّ الطمأنينة في نفوس الجنود، وجعلهم أكثر يقينًا بأن الله لن يخذلهم طالما أنهم يسيرون على طريق الحق. نسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما قدمتم، وأن يجعل أعمالكم هذه في ميزان حسناتكم، فهي لم تكن أقل شأنًا من جهود أولئك الذين حملوا السلاح دفاعًا عن الوطن.
وهكذا يبقى الدعاء، تلك العبادة الصادقة الخالصة، أعظم أسلحة المؤمن، ووسيلته للوصول إلى رضا الله وتحقيق النصر في الدنيا والآخرة. إننا نؤمن أن دعواتكم الصادقة كانت حصنًا حقيقيًا لهذه الأمة، وستظل ذخيرة روحية لا تنضب، نلجأ إليها في كل حين.