مقالات الرأي
أخر الأخبار

الرفاه النفسي عافية الروح – مسارات – ✍️ د.نجلاء حسين المكابرابي 

قد يكون الحديث عن الرفاهية النفسية في هذا التوقيت مطلوب الان لاهمية وجوده في المجتمع السوداني المتاثر بالحرب اللعينة ومالاتها المختلفة

ونعني بالرفاه النفسي الصحة النفسية والتي في اعتقادنا هي عافية الروح و المجتمعات واساس الاستقرار الصحي والاجتماعي والاقتصادي لان الانسان يشكل بوتقة التكوين والبقاء وقد تحدث عنها الكثير من الباحثين والعلماء النفسيين امثال د. مارك ويليامز، عالم نفسي أمريكي، الذي قال “الصحة النفسية هي أساس الصحة العامة، ولا يمكن أن ننكر أهميتها في حياتنا اليومية.”

 

*وتكمن أهميتها في الحياة اليومية لانها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات لاسيما بعد الحرب لما لها من اثار سلبية كثيرة مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) و يمكن أن يحدث هذا الاضطراب نتيجة للتعرض للعنف أو الخطر أثناء الحرب والاكتئاب و يحدث الاكتئاب نتيجة للخسائر الشخصية أو العائلية والقلق الذي يمكن أن يحدث القلق نتيجة للخوف من العنف أو الخطر أثناء الحرب واضطراب النوم واضطراب العلاقات الذي يحدث نتيجة للتوتر والقلق أثناء الحرب

 

*والأثر علي المجتمع السوداني يظهر جليا مم خلال التدمير والخراب الذي حدث في البني التحتية ونقص الموارد وزيادة حدة الفقر والعنف وتدمير الثقة وجميعها تزيد التوتر والقلق

 

*ولمعالجة هذه الاثار يري الباحثين ضرورة قصوي للمعالجة وقدموا وصفاا علاجية هامة ابتداؤها بوضع الخطط والبرامج والسيناريوهات القبلية المتوقعة قبل حدوث الحروب/ والكوارث فيما يعرف بالجاهزية لمواجهة الأحداث الصادمة

و تدريب وتأهيل واستعداد العاملين بالمهن النفسية للتدخل السريع عند وقوع الأحداث كل حسب تخصصه لتلافي تكدس وتعدد الأعراض لدى المصابين ليسهل علاجهم.

و الاهتمام بتوعية المواطنين والأشخاص عبر الإعلام بالكوارث

وتوفير وضرورة تشييد ما يعرف بالانقاذ النفسي الاسعافي وتجهيزه للتدخل السريع والمباشر لاحتواء المصابين دون الدخول في اضطرابات الحادث وايضا توفير مخيمات ميدانية سريعة تسمى مخيمات (امتصاص الصدمة) وهذه تعمل على نشل وسرعة اخذ المصابين من واقع الحادث إلى الواقع الطبيعي في المخيم.

وتعزيز قدرة المجتمعات المتأثرة بالحرب علي الصمود وتفعيل آليات الحماية التقليدية لديها بالمحافظة علي قيم التكافل والنفير والترابط الإجتماعي .

وتمكين صناديق الضمان الإجتماعي من القيام بادوارها في الحماية الإجتماعية تجاه العاملين بالقطاع الخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب خروج الشركات عن سوق العمل مثال ذلك: { مجموعة شركات دال ، مؤسسة حجاروغيرها }.

والعمل علي انشاء مظلة تأمين اجتماعي للعاملين في القطاعات غير المهيكلة ونعني بذلك الشريحة الأكبر من المواطنين غير المستوعبين بالقطاع العام الحكومي او القطاع الخاص، بل أولئك الذين يمارسون مهن وحرف تفتقر إلى ادني مستويات الحماية الإجتماعية.

وايضا تشجيع المنظمات الوطنية والمجتمعات الأهلية لقيادة مبادرات تسهم في تقليل حدة الاثار الكارثية للحرب بتقديم الدعم الاجتماعي للنازحين بمعسكرات الإيواء المختلفة.

ومن الاهمية بمكان تحمل الجهات الرسمية ومؤسسات الحماية الإجتماعية مسؤولياتها الإنسانية تجاه المتأثرين بالنزاع ، وتفعيل آليات الإستجابة السريعة للتعامل مع الآثار الإجتماعية الكارثية لهذه الحرب.

ويجب حض المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات الدولية علي القيام بدور أكبر في توفير الدعم اللازم لبرامج الحماية الإجتماعية.

ولابد من توفير الدعم اللازم لمعسكرات النزوح الداخلي والعمل علي تهيئتها ومدها بالخدمات الضرورية اللازمة والعمل علي توفير الحدود المعقولة من الغذاء والكساء والعلاج..

وتوفير دعم مباشر للأسر التي تستضيف النازحين بمدن وقري السودان المختلفة.

وتشجيع منظمات العمل الطوعي علي تصميم وتنفيذ برامج إجتماعية تستهدف النازحين واللاجئين خارج السودان.

ولابد من تفعيل منظمات المجتمع المدني بتخصيص برامج إجتماعية وتأهيلية تستهدف شريحة النساء والأطفال.

وتوفير رعاية إجتماعية خاصة وبرامج تأهيلية للنساء اللائي تعرضن لكافة اشكال العنف من ضرب واغتصاب أثناء فترة الحرب وكذلك الأطفال القصر.

والبحث عن جلب مساهمة المجتمع الدولي للموارد المالية والمعنوية والمعرفية لمعالجة آثار الحرب النفسية.

ولاختصاصي الصحة النفسية والباحثين الاجتماعيين دورا بارزا لابد من تفعيله عبر الجهات الرسمية والمجتمعية

 

و فتح مراكز للدعم النفسي في الولايات والمناطق الآمنة لإعادة الاندماج المجتمعي وامتصاص اثار الحرب بخدمة طوعية مجانية.

وتقديم الدعم النفسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتقديم خدمة الاستشارات النفسية بسرية تامة.

و اهتمام الإعلام الرسمي بتقديم جرعات تطمينية وتثقيفية تقلل اثار الحرب.

تركيز خطب ولأئمة المساجد ورجال الدين المسيحي دورا مؤثرا عليه يجب عليهم ان يركزوا في خطبهم علي حث المواطنين على الإيمان بالقدر شره وخيره واحتساب الاجر وأجر الصبر.

وللثقافة دور هام يكمن في تكثيف برامج للدراميين والمسرحيين والفنانيين التشكليين في تقديم عروض خفيفة ورسومات توجيهية جاذبة

و توفير جلسات العلاج النفسي للأفراد المتأثرين لمساعدتهم على تجاوز التجارب الصادمة وتعزيز قدرتهم على التأقلم.

و الدعم الاجتماعي من خلال بناء شبكات الدعم التي تضم أفراداً ممن عاشوا تجارب مماثلة لتبادل الخبرات والشعور بالانتماء.

و تعزيز برامج التوعية المجتمعية حول الآثار النفسية للحرب وكيفية التعامل مع الأشخاص المتأثرين بشكل مناسب.

وتطوير برامج الرعاية الصحية النفسية المتخصصة بالحروب والنزاعات لتوفير العلاجات الطبية والنفسية اللازمة

 

وختاما نقول ليست هي رفاهية ذاتية ولكنها عامة وشاملة يحتاجها المجتمع والمواطن السوداني المكلوم

 

دمتم بالف خير🌹

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام