مقالات الرأي
أخر الأخبار

إلى أبطال سلاح الجو السوداني – قلم ورصاصة – ✍️ نقيب / صهيب عزالدين

معركة الكرامة معركة تضحيات ، تبرز من ثناياها قصص تحاكي الأساطير القديمة ، قصص مدادها دماء ابناء القوات المسلحة الباسلة وأقلامها عظام شبابهم الغضة والطاهرة ، القوات الجوية ضلع رئيسي من أضلاع رئاسة أركان القوات المسلحة وإحدى الأربع قوات وأهميتها لا تقل عن أخرياتها ، وبتفرد أبناء هذا البلد المعطاء كان لها النصيب في هذا الخام البشري المعجون بماء الوطنية ومصقول بالمعرفة تأهيلاً تدريباً وكفاءة .

 

القوات الجوية عملت في ظروف قاسية خصوصاً وأن أغلب قواعدها الرئيسية قد تم تحييدها وطالتها أيدي الغدر والخيانة فلم يمنعها ذلك من القيام بواجبها والإضطلاع بمهامها، أيضاً الحصار السياسي والإقتصادي كان له دور بارز في تضييق الخناق على تلك المؤسسة الفتية ولكن بجهد رجالها من طيارين ومهندسين وتقنيين حلقت مقاتلات الجيش السوداني في سماء البلاد وأصلت الأعداء بلهيب حممها المحرق .

كانت القوات الجوية وما زالت ايقونة هذه المعركة فأثرت منتوجنا الأدبي بمختلف مستوياته وأنواعه فكانت ( الجوية يا مطر الحصو دقي الدعتة والخونة العِصو) ، وجاء على لسان أحد شعراء الدوبيت الوطنيين :

 

الميج والسخوي بلونا بلة شديدة

قرضو حديدنا جت ما خلو لينا حديدة

خلو الجيش خلاص جاتكم مهمة جديدة

اعتقلو أب شنب كان ألقى عندو مديدة

 

 

وآخر ساخراً من أحد أفراد المليشيا أثناء هجومهم على جبل أولياء وهو فاغراً فاه هلعاً ورعباً بعد تعامل طيران موفق ملأ أنفه بالتراب وقضى على زملائه الموجودين معه بالعربة

 

تركت زراعتي والسلوكه والواسوق

باريت لي درب مليان فجور وفسوق

في الجبل السخوي زنقتني جوه السوق

بقيت لا قادر أبركن لا قدرت أسوق

 

بعد ما قلنا في جدة الأمور بتزين

ناس الجيش تفاوض قالو ما عايزين

ف الجبل السخوي خلت شعوري حزين

العربيه طافية ودايس البنزين

 

من جينا الجبل ودخلنا جوه السد

قلنا الجيش عقب ماعندو حيل للرد

زارتنا السخوي قلبت خميسنا أحد

لقيت سروالي مجدوع فوق فرامل اليد

 

لو ما الشغله ملعوبه وجيوشنا انغشت

فوق جبل الفلول اقدامنا كان ما اتمشت

الميج فينا نحنا وفي حديدنا اتفشت

كتلت ناس وناس شبكة عقولن طشت

 

يوم حضر السخوي اتوارت الالباب

القدامى جت خلتني اشوفو ضباب

ناديت المساعد شان يكسر الباب

لمن عاينت في الصندوق لقيتو كباب

 

والله العظيم يانفسي أسمعي حلفي

تاني مع الحكومه نهائي ما بتختلفي

الميج ف الجبل حلجت دماغي و بلفي

مشغل نوري قدامي ومعشق خلفي

 

وقطعاً لا يفوتنا خلال هذه الكتابة التوثيق لعلم من أعلام معركة الكرامة بطل الجوية الشهيد النقيب مازن حولي (وأبطال الجوية كثر) ولكن هذه ريحانة منتقاة من غرسهم الطيب ، إستشهاده يشابه إستشهاد الصحابي عاصم بن ثابت رضي الله عنه الذي قتل يوم الرجيع وأراد المشركين المثلة بجثمانه ليرسل الله ظلة من ذكور النحل عصمته عنهم حتى عُثر عليه ، وشهيدنا هذا تحطمت طائرته بعد أن صال وجال بها في سماوات أرض النيلين وأذاق أعداء البلاد والعباد الأمرين مخلداً إسمه بطلاً من أبطال سلاح الجو السوداني عزنا وفخرنا ، بشمال بحري منطقة الكباشي كان مستقره ونسره غوصاً في طين وجروف النيل العظيم ، بعد تحرير المنطقة عُثر عليه وطائرته بعد إزالة الطين عنها وبعد فتح الكابينة ممسكاً بمقودها وزنادها لمدة عام ونصف فلا كل ولا وهن هذا الجسد المبارك ، تقبله الله وجميع شهداء القوات الجوية وقواتنا المسلحة وكل من حمل السلاح دفاعاً عن هذي البلاد.

 

أخيراً التحية لسلاح الجو قيادة وضباطاً وضباط صف وجنود ومدنيين في قواعدهم وأسرابهم وورشهم وكل من يد له في تلوين سماواتنا بالأخضر القاني.

 

رحم الله الشهداء.. شفى الجرحى.. رد المفقودين

 

 

العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة

ياسر كمال

مدير عام شبكة زول نت العالمية ومدير عام منظومة كونا التقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام