صحافة من أجل الكوكب وتعزيز دور الإعلام في مواجهة الأزمات البيئية – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام بيوم حرية الصحافة، مناسبة للتأكيد على أهمية دورها كركيزة أساسية للديمقراطية والتقدم، وتأتي هذه المناسبة هذا العام في ظل ظروف استثنائية، حيث يواجه كوكبنا تحديات بيئية هائلة تتطلب تضافر الجهود من كافة القطاعات، بما في ذلك الإعلام.
يقع على عاتق الصحافة مسؤولية جسيمة في نشر الوعي حول الأزمات البيئية، وتعزيز ثقافة الاستدامة بين مختلف فئات المجتمع، فمن خلال تقاريرها الموضوعية وتحقيقاتها الاستقصائية، يمكن للصحافة تسليط الضوء على مخاطر التغيرات المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، وغيرها من التحديات التي تهدد مستقبل كوكبنا.
تلعب وسائل الإعلام والوسائط الرقمية دورًا هامًا في تعزيز الثقة بين الحكومات والمجتمعات، وخلق حوار بناء حول القضايا البيئية، ومن خلال توفير منصات للتعبير الحر وتبادل الأفكار، يمكن للإعلام المساهمة في بناء ديمقراطية حقيقية للحق في الاتصال والوصول إلى المعلومات.
تتمتع الصحافة بقدرة هائلة على التأثير على اتجاهات الرأي العام، ويمكن استغلال هذه القوة لنشر ثقافة السلام ونبذ نزعات العنف والتطرف والكراهية، فمن خلال الترويج للمبادئ الإنسانية والقيم النبيلة، يمكن للصحافة المساهمة في خلق مجتمعات أكثر عدلاً وسلامًا.
تلعب الصحافة دورًا محوريًا في دعم جهود التنمية المستدامة على مختلف المستويات، ومن خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات وتجارب النجاح، يمكن للصحافة تشجيع الأفراد والمؤسسات على تبني سلوكيات صديقة للبيئة، كما يمكن للصحافة المساهمة في كشف الفساد وسوء الإدارة البيئية، وتعزيز المساءلة والشفافية.
إنّ تعزيز دور الإعلام في مواجهة الأزمات البيئية يتطلب التزامًا راسخًا من قبل جميع الأطراف المعنية، بدءًا من الحكومات التي عليها ضمان بيئة ملائمة لممارسة حرية الصحافة والتعبير، مرورًا بالوسائل الإعلامية التي عليها الالتزام بأخلاقيات المهنة والمعايير المهنية العالية، وصولًا إلى الجمهور الذي عليه دعم الصحافة المستقلة والمسؤولة.
نسعى من خلال الاحتفال بيوم حرية الصحافة إلى ترسيخ إعلام عربي هادف ومدافع عن قيم السلم والعدالة والمساواة بين الجنسين، إعلام للقرب ومتماثل مع انشغالات المواطنين ومتطلبات التنمية المستدامة على المستويات المحلية والوطنية والدولية.
إنّ حرية الصحافة هي مفتاح المستقبل، ومستقبل كوكبنا مرهون بوجود إعلام مسؤول ومُلتزم بنشر الوعي وتعزيز ثقافة الاستدامة، فلنعمل معًا من أجل إعلام عربي حر وهادف يساهم في حماية كوكبنا للأجيال القادمة.