مقالات الرأي
أخر الأخبار

بعيــدا عـن السيــاسة .. مع حـاجة نـظريـة – شــــــــوكــة حـــــــــوت – ✍️ ياسر محمد محمود البشر

*هناك أناس يجبرك ظرفهم للوقوف عند تفاصيل أشيائهم المعتادة فى الحياة العامة وحتى لا نذهب بعيدا فأنا أمنح جارتنا الحرم مساحة مؤانسة وإستماع يصل حد السمع والإستمتاع لما تجود به علينا بأقاصيص وحكايا من وحى خيالها لكنها على قناعة ويقين بأن كل ما تقوله صحيح حتى أطلقت عليها لقب (حاجة نظرية) لأنها تدعى المعرفة التامة لكل أمر وهي بعيدة كل البعد عن معرفة الأشياء والمعانى التى تتحدث عنها ورغماً عن ذلك تظل حاجة نظرية محل تقديرى لإعتدادها برأيها ولو كانت على خطأ أو غير صادقة فى سرد بعض حكاياتها*.

 

*ذهبت لمستشفى السلاح الطبى قبل إندلاع الحرب المشؤمة لزيارة أخ جار لنا أجريت له عملية بروستاتا ووجدت حاجة نظرية تتصدر المجلس تتحدث عن السياسة والإقتصاد والفن وحال المستشفيات َبعد أن جلست على مقربة من جارى جاءتنا حاجة نظرية وهى تحمل علبة حلوى وجلست إلى جوارنا وما أن قام جارى لإستقبال ضيوفه سألتنى حاجة نظرية من دون مقدمات عن أعراض البروستاتا فحاولت أن أقرب لها المعنى فقلت لها أعراض البروستاتا سخانة فى البول والأرجل وألم فى المثانة وعدم المقدرة على النوم بشكل جيد فما كان من حاجة نظرية إلا أن قالت بصوت مرتفع (كُر عليً يا ياسر أنا دى عندى بروستاتا)*.

 

*عثمان جارنا المشترك أنا وحاجة نظرية ملتزم لا يصافح النساء ويرتدى جلابية قصيرة بالإضافة إلى أنه إمام المسجد لذلك تكون المسافة بينه وبين حاجة نظرية بعيدة نوعاً ما وهو الوحيد الذى يقول لها أن حديثها يجافى الحقيقة (إسم الدلع لمفردة كذابة) وذات يوم أصيب عثمان بمغص كلَوى حاد وبدأ يتلوى من شدة الألم وقررنا ان نذهب به للعيادة نادتنى حاجة نظرية وبصوت هامس قالت لى (إنت عارف يا ياسر عثمان دا بيكون عندو إلتهاب مبايض)*.

 

*فى الأيام الماضية سألتنى حاجة نظرية عن موجة الغلاء وإرتفاع أسعار الدولار وعن فشل القحاتة فى توفير معاش الناس وزيادة أسعار الكهرباء والمواصلات وإرتفاع أسعار الدواء وتأخير قحت فى تشكيل الحكومة الجديدة بالمنفى بعد قرارات الخامس والعشرين من إكتوبر وبما أنني كنت فى حالة نفسية لا تسمح لى بالرد على حاجة نظرية تعللت لها بأننى على موعد هام وعلى اللحاق به وهممت بالإنصراف لكنها سألتنى مرة أخرى عن صراعات القحاتة والحرية والتغيير والجبهة الثورية فقلت لها ما رأيك أنت فى هذه الصراعات فما كان منها إلا أن ردت بكل ثقة قائلة (يكون الكيزان عملوا ليهم عمل)*.

 

نــــــــــص شــــــــوكــة

 

*قوى الحرية والتغيير بوضعها الراهن لا تتعدى كونها تؤدى دور حاجة نظرية على الشعب السودانى وتدعى المعرفة وهى تجهل ما يدور حولها من معاناة الشعب السودانى وربما تتلذذ بهذه المعاناة طالما أن الشعب يمارس فضيلة الصمت والصبر*.

 

ربــــــــع شــــــــوكــة

 

*(قحت فى حاجة لمحاية وبخرات ويفتحو ليها العلبة)*.

 

 

من الأرشيف

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام