رجل ليس بسوداني ، ولا يعرف السودان ، ولم يزر السودان قط ، ولا يعرف عن جغرافية السودان وتاريخه شيئاً البتة ، ولكنه – نفترض – بأنه متابع جيد لبيانات التمرد في حربه للجيش السوداني ، وقارئٌ جيدٌ لادبيات من يؤيدونه :
بأن هدف قتال التمرد للجيش السوداني هو إنهاء دولة ٥٦ ، وتمكين الفقراء وأهل الهوامش ، ونشر العدالة والمساواة ، ومحاكمة المفسدين من فلول وسدنة النظام البائد .. ثم – بعد ذلك – نفترض أن هذا الرجل سمع بخبر أن قوات التمرد هذه – التي أدبياتها هكذا – قصفت منطقة تسمى ” صابرين ” وخلف قصفها ما يربو على المئة من الضحايا من بين قتيل وجريح. فيها !
ثم سئل هذا الرجل الافتراضي : ترى ، ماذا تتوقع في ” صابرين ” هذه ؟!
ستكون إجابته : بأن صابرين المستهدفة هذه قطعاً هي ” ضاحية ” من ضواحي الأحياء الراقية ” لأفندية ” دولة٥٦ ، يسكنها كبار معاشيي الخدمة المدنية من وكلاء الوزارات ، والسفراء السابقون من نظام مايو ، ومديرو البنوك والشركات من نظام الإنقاذ البائد ، وفيها فلل للمدعو أحمد هارون ، وشركات لكرتي ، ومدارس أجنبية لأمين حسن عمر .. إلخ إلخ
أتضحكون ، ولا تبكون !
حينما كتبتُ مقالا بعنوان ” هل أبقى التمرد وجهاً لحليف ؟! ” كنت أظن أن التمرد قد بلغ من اليأس في الشعب والقنوط من تعاطفهم ميلغا جعله لا يكترث لعواقب أعماله الاجرامية ، وكان ذلك بعد تدميره لابراج الكهرباء في مدينتنا ، فكتبتُ من أجله ذاك العنوان الصارخ ، لان ذاك الإجرام كان آخر ما كنت أتخيله منهم من يأس وقنوط بأن يستهدفوا مزارعين ابرياء وبسطاء في كهرباء موسمهم الشتوي ، فوسعه ذاك العنوان ، فإي عنوان سيسع هذا الذي فعلوه في ” صابرين “؟!
إلا أن نقول جنون محض ليس إلا !.
نعم جنون !
ولكن قفوا ، فإن الشعب قد ( كَفَرَ ) بمقولة ” رُفع القلم عن المجانين ” فحسابه سيكون عسيراً ، ؤمال !.
كسرة/ ؤمال رطانة.
وسوتود يحييكم ،،،،