مقالات الرأي
أخر الأخبار

تنسيقيـات القبائــل .. تقلبــات ريــاح البحــر ✍️ ياسر محمد محمود البشر

*لا يخفى على أحد الدور الكبير الذى لعبته تنسيقيات القبائل فى حرب الكرامة ولا سيما قبائل دارفور الكبرى وكردفان الكبرى ويمكن القول أن هذه التنسيقيات عملت على معالجة إختلالات الإدارة الأهلية خاصة القبائل التى بايع نظارها مليشيا الدعم السريع بعد إندلاع الحرب وأعلنت هذه التنسيقيات وقوفها ومساندتها للقوات المسلحة علاوة على القيام بتحشيد أبنائها كمستنفرين مع القوات المسلحة وتحييد المشاركين مع المليشيا ومجرد ظهور تنسيقيات القبائل جن جنون قيادة الدعم السريع وتم إصدار توجيهات مباشرة بقتل أعضاء التنسيقيات فى أى مكان وجدوا وأصبحوا بذلك جنائز متحركة لا يأمن أحدهم على حياته*.

 

*وفوق هذا وذاك وجهت لهم إتهامات وإساءات من أبناء قبائلهم المنضوين تحت راية مليشيا التمرد أدناها وصفهم بالفلقنيات وعبيد الجلابة وخدام دولة ٥٦ وكل ذلك يجئ على خلفية نجاح التنسيقيات فى إختراق المليشيا وإقناع أعداد كبيرة من المغرر بهم من ابناء القبائل وعملوا على تحييد آلاف الشباب وخروجهم من المحاور القتالية بعد التواصل معهم بصورة جماعية أو فردية ومجرد وجود هذه التنسيقيات يكون هناك صمام أمان إجتماعى يؤطر للتعايش السلمى والإجتماعى فى سودان ما بعد الحرب*.

 

*بالرغم مما ذكرت فإن هناك جملة من المشاكل والعقبات التى تواجه هذه التنسيقيات التى إتخذت من مدينة بورتسودان مركز تحرك وإنطلاق مع العلم أن الحرب الحالية افقرت كل شرائح المجتمع وجعلت أغنيائها تحت خط الفقر فمن باب أولى أن تطلع الحكومة بالصرف على هذه التنسيقيات فى الحد الأدنى دفع إيجار السكن والإعاشة مع توفير قليل من النثريات لعضويتها لأن أعضاء هذه التنسيقيات عليهم إلتزامات أسرية ومعظم عوائلهم إما نازحين أو لاجئين ويجب أن لا تتم عملية إضعاف هذه التنسيقيات على حساب الحكومة فقد يتسرب أعضاء هذه التنسيقيات من يد الحكومة كما تتسرب حبيبات الرمل من بين الأصابع*.

 

*ولاة ولايات دارفور وكردفان غلت أيديهم بالقانون واصبحوا فى موقف لا يحسدون عليه وكل ما يستطيعون فعله هو الإعتذار لقيادة التنسيقيات مع الوضع فى الإعتبار أن هذه التنسيقيات تعكف على تكوين حلف الكرامة الذى سيقود مرحلة ما بعد الحرب ويقود عملية التعافى الإجتماعى والمجتمعى فى المرحلة القادمة*.

 

*سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الواجب يحتم عليكم كقيادة عليا للدولة الإهتمام بالتنسيقيات ولا تتركوهم فى مهب رياح البحر الأحمر ومجرد توفير السكن والإعاشة بقرار من سيادتكم سيكون له أثر مباشر فى شكل العلاقة بينكم وبين التنسيقيات وسيف الحاجة بتار لا يرحم فأكرموا التنسيقيات التى وقفت وساندت القوات المسلحة وليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال قد جاء وقته*.

 

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام