مقالات الرأي
أخر الأخبار

الروس .. فى السودان – ما وراء الخبر – ✍️ محمد وداعة

*بوغدانوف : روسيا تعتبر ان مجلس السيادة الحالى يمثل الشرعية فى السودان*

*الجانبان بحثا التعاون السياسى و الاقتصادى و العسكرى*

*روسيا تدرك ان استمرار وجودها فى افريقيا رهين ببقاء السودان خارج مظلة النفوذ الغربى*

*استراتيجية الروس ان يمنعوا الاخرين من الحصول على السودان كله ، و تحويله بالكامل الى مستعمرة غربية ، و بالتالي لن يغرقوا فى شبر ماء على البحر الاحمر*

*الضغوط الغربية تجاوزت كل المنطق و اهدرت بانانية مفرطة مصالح السودان و شعبه*

*من حق السودان ، بل من واجبه ان يلتمس مصالحه اينما كانت ، ما عدا اسرائيل،*

جاءت زيارة مبعوث الرئيس الروسى للشرق الاوسط و افريقيا ميخايل بوغدانوف الى السودان فى وقتها تمامآ ، و لعل اهم مخرجاتها اعلان بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان و الشرعية القائمة و رفض التدخلات الاجنبية فى شؤونه ومخططات تمزيقه ،

عقد بوغدانوف ومرافقيه من وزارتي الدفاع والمعادن -خلال زيارتهم الرسمية التي امتدت ليومين- لقاءات منفصلة مع كلٍ من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و نائبه مالك عقار، وعضو المجلس نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي، ووزير الخارجية المكلف حسين عوض، ووزير المعادن محمد بشير أبو نمو وبحث الجانبان تبادل الدعم السياسي والتعاون العسكري والاقتصادي، وتوسيع الاستثمار الروسي في إنتاج المعادن وخصوصا الذهب ،

بوغدانوف هو ممثل الرئيس الروسى و لذلك فان هذه الزيارة و على هذا المستوى حققت اهدافها للجانبين ، و لا يقلل من ذلك اثارة التكهنات و التحليلات بأن القاعدة الروسية كانت حضور فى الزيارة ، المسؤولين الروس يعلمون ان القيادة السودانية وفقآ للوثيقة الدستورية الحاكمة ليست مفوضة بالتصديق النهائى على منح القاعدة البحرية ، فهذا امر تقرره السلطة التشريعية ،

ومن نافلة القول فان الخبراء الروس يدركون تمامآ ان حرب مليشيا الدعم السريع المدعومة من الامارات و امريكا و بريطانيا و فرنسا و دول افريقية هدفها الاستيلاء على السودان بكامله ، ومن ثم السيطرة على ثرواته و موقعه الاستراتيجى ، بجانب ان الاهتمام بقاعدة عسكرية على البحر الاحمر محاولة للاستهانة بالتهديدات الكبيرة التى تواجه السودان ، و احتمال احتلاله و تحويله الى قاعدة عسكرية غربية فماذا تكون قيمة قاعدة عسكرية ، فى اعتقاد كاتب هذه السطور ان استراتيجية الروس تقوم على الحيلولة دون سقوط السودان تحت الاحتلال أو النفوذ الغربى، و تحويله بالكامل الى مستعمرة غربية ، لمواجهة الوجود الروسى فى شمال ووسط و غرب افريقيا ، روسيا تدرك ان استمرار وجودها فى افريقيا رهين ببقاء السودان خارج مظلة النفوذ الغربى ، من الطبيعى ان أن تكون المصالح المشتركة وراء التقارب بين البلدين، حيث إن القيادة السودانية تسعى إلى تعاون عسكري يعزز الوضع القتالى للقوات المسلحة، لا سيما ان غالبية أسلحتها وخصوصا الطيران و الدبابات روسية المنشأ ،،

عليه فان اثارة وضع فاغنر ، وتقاطعات العلاقات الروسية – الاوكرانية فى السودان ، لا يمكن مقاربته او بحثه فى هذه الزيارة الخاطفة ، و بلا شك فأن الجانبين يدركان اهمية حسم الملفات بشفافية ووضوح يعزز الثقة بينهما ، و عما اذا كانت هذه العلاقات تنحى لآفاق استراتيجية ، الجانبان يدركان ان تطوير العلاقات لا يتم فقط بالنوايا الحسنة ، هذا الامر يتطلب اتخاذ قرارات تبنى على التخطيط السليم و الارادة السياسية للطرفين ، ،

اعتقد ان الزيارة حققت اهدافها فى هذه المرحلة ، و ان السودان و روسيا ينظران بجدية لتطويرالعلاقات ابتغاءآ لتحقيق المصالح المشتركة ، الضغوط الغربية على السودان تجاوزت كل المنطق و و اهدرت بانانية مفرطة مصالح السودان وبما يهدد بقاءه كدولة مستقلة ذات سيادة ، من حق السودان ، بل من واجبه ان يلتمس مصالح شعبه اينما كانت ، ما عدا اسرائيل ،

1مايو 2024م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام