مبادرة عملية الخرطوم، آفاق جديدة تحت الرئاسة المصرية – شئ للوطن – ✍️ م.صلاح غريبة
في خطوة هامة، تسلمت مصر رئاسة عملية الخرطوم من ألمانيا في 30 أبريل 2024، لتعود مجدداً إلى قيادة هذه المبادرة الحيوية التي تهدف إلى تنظيم الهجرة بين دول القرن الأفريقي وأوروبا، تأتي هذه الرئاسة في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات جمة على صعيد الهجرة، وتقدم لمصر فرصة ذهبية للعب دور محوري في معالجة هذه القضية المعقدة.
عملية الخرطوم هي مبادرة سياسية أُطلقت عام 2014، بمشاركة دول الاتحاد الأوروبي ودول القرن الأفريقي، بهدف تعزيز التعاون في مجال الهجرة والتنقل، وتسعى العملية إلى تحقيق جملة من الأهداف، تشمل، إقامة حوار مستمر بين الدول الأعضاء لتعزيز التعاون في مجال الهجرة، وتحديد وتنفيذ مشاريع ملموسة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، ودعم الدول الأعضاء في تحسين قدراتها على إدارة تدفقات الهجرة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المصدرة للمهاجرين.
تحمل رئاسة مصر لعملية الخرطوم مسؤوليات كبيرة، لكنها تقدم أيضاً فرصة هامة لمصر للعب دور قيادي في معالجة قضية الهجرة على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تتمتع مصر بخبرة واسعة في مجال الهجرة، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز على خطوط الهجرة الرئيسية بين إفريقيا وأوروبا، كما أنّ مصر لديها سجل حافل في التعاون مع الدول الأفريقية والأوروبية في هذا المجال.
تواجه عملية الخرطوم العديد من التحديات في المستقبل، أهمها، ازدياد تدفقات الهجرة، تواجه الدول الأعضاء في العملية ازدياداً في تدفقات الهجرة، خاصةً من الدول التي تعاني من الصراعات والفقر، وتشكل الجريمة المنظمة، بما في ذلك الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، تهديداً كبيراً لعملية الخرطوم، كما أن الدول الأعضاء في العملية تعاني من نقص في الموارد اللازمة لتنفيذ مشاريعها وبرامجها.
على الرغم من هذه التحديات، إلا أنّ هناك العديد من الفرص التي يمكن لعملية الخرطوم اغتنامها في المستقبل، ومن أهمها، تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، حيث يمكن لعملية الخرطوم تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من خلال تبادل أفضل الممارسات وتقديم المساعدة الفنية، ودعم التنمية الاقتصادية في الدول المصدرة للمهاجرين، مما قد يُساهم في الحد من الهجرة، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، مثل الصراعات والفقر، من خلال المشاريع والبرامج التنموية.
تُمثل رئاسة مصر لعملية الخرطوم فرصة هامة لمصر للعب دور محوري في معالجة قضية الهجرة على المستوى الإقليمي والدولي، من خلال العمل الجاد والتعاون مع الدول الأعضاء، ويمكن لعملية الخرطوم تحقيق أهدافها وتحسين حياة المهاجرين والدول المصدرة والعارضة لهم على حدٍّ سواء.