مقالات الرأي
أخر الأخبار

جيشنا الباسل.. ملحمة وطنية تكتبها البنادق ويصونها الدم ✍️ محمد النور محمد الخضر 

على مدى شهور طويلة، حيث اشتدت الأزمات وارتفعت وتيرة الألم في وطننا الجريح، وقف السودان شامخاً رغم العواصف التي حاولت أن تعصف به، يقفله جيشه الوطني سوراً منيعاً وصوتاً مدوياً للكرامة والسيادة. لم يكن ما شهدناه اليوم مجرد انتصار عسكري؛ بل هو فصل جديد من ملحمة وطنية عظيمة سطرتها سواعد أبطالٍ نذروا أرواحهم للوطن، وشهداء لم يغيبهم الموت عن ذاكرة الأرض التي ارتوت من دمائهم.

 

في الشمال، عند مصفاة الجيلي، حيث ينبض قلب السودان الاقتصادي، كانت رايات التحرير ترفرف عالياً. على وقع خطوات الجيش السوداني، الذي تقدم بكل شجاعة وحكمة، تحررت المصفاة من قيود الخراب لتعود رمزاً للصمود ورئةً تضخ الحياة في جسد الوطن. ومع كل خطوة خطاها جنودنا البواسل نحو هذا النصر، كانوا يحملون على أكتافهم آمال أمة بأكملها وكرامة شعبٍ لا يعرف الاستسلام.

 

وفي قلب الخرطوم، حيث القيادة العامة للقوات المسلحة، عاش السودان لحظةً تاريخية، عندما انكسرت قيود الحصار الذي حاول أن يخنق روح الأمة. كان المشهد أكبر من مجرد تحرير؛ كان إعلاناً للعالم أن السودان حرٌ بجيشه وأبنائه، وأن راية الوطن ستظل خفاقة مهما تكالبت عليها المؤامرات.

 

أما في الغرب، في الفاشر، كانت أسطورة أخرى تُروى على رمال دارفور الملتهبة. هناك، حيث المعارك الأشد ضراوة، يُسطّر جنودنا البواسل دروساً في الشجاعة والتضحية. بين كل رصاصة تنطلق وصرخة تهزّ أركان الميدان، يُثبت جيشنا أنه لا يهاب الموت، وأن حماية الوطن أغلى من أرواحهم.

 

هذه اللحظات العظيمة ليست وليدة اليوم، بل كانت امتداداً لتلك الشرارة التي أطلقها البطل محمد صديق. تلك اللحظة التاريخية التي أشعلت شعلة النضال الوطني، وتحوّلت إلى رمز للصمود والانتصار. رايته التي رفعها يومها لم تكن مجرد قطعة قماش؛ كانت إعلاناً عن ثورة ضد الظلم، ورسالة للعالم أن السودان سيظل عصياً على الانكسار.

 

اليوم، ونحن نشهد هذه الانتصارات العظيمة، لا يمكننا إلا أن نقف إجلالاً واحتراماً لجيشنا العظيم. أنتم يا من صنعتم المستحيل وسط لهيب المعارك، أنتم أبطالنا الذين نُدين لكم بحاضرنا ومستقبلنا. دماؤكم هي التي روت هذه الأرض، وشجاعتكم هي التي أعادت الأمل لشعبٍ آمن بأن السودان لا يموت.

 

سطروا هذه الأيام في كتب التاريخ، لأنها أيام السودان العظيمة.. أيام الفداء، أيام الانتصار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


انضم الى لقناة (زول نت) تلقرام