أثبتت الأيام والمواقف أن منطقة جبل موية ليست منطقة أثرية أو منطقة زراعية أو أنها منطقة حدودية بين ولاية سنار وولايتى الجزيرة والنيل الأبيض قد تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن جبل منطقة إستراتيجية بكل ما تحمل الكلمة من معانى وموقعها له تأثير على الأمن القومى السودانى فسقوط جبل موية عزل ولايات النيل الأبيض وكردفان ودار فور عن بقية أجزاء السودان وساعد فى سقوط ولاية سنار هذا من جانب ومن جانب اخر فقد إستقبلت قرى جبل موية عدد ٢٨٧٦ أسرة نازحة من قرى غرب سنار عندما إستباحتها مليشيا الدعم السريع واصبحت لهم ملاذا وملجأً تقاسموا مع أهلها الزاد والمأوى والسكن واللقمة وجرعة الماء حتى سقطت جبل موية على يد أوباش المليشيا فى الرابع والعشرين من يونيو ٢٠٢٤ مما أدى الى نزوح كل سكان قرى جبل موية جراء الوحشية والإنتهاكات والفظائع التى مارستها عليهم مليشيا الدعم السريع فمنهم من نزح الى ولاية النيل الابيض ومنهم من نزح الى مدينة سنار وآخرين نزحوا الى القضارف وكسلا وبورتسودان كل على حسب الوجهة إختارها*.
*وبنفس القدر الذى ساعد المليشيا فى التمدد من جبل موية فقد إستطاعت القوات المسلحة أن تستعيد سيطرتها على ولاية سنار وتحرير الدندر والسوكى وسنجة وود النيل وابوحجار عقب تحرير جبل موية ومن جبل موية تبدأ الهزيمة ومنه يبدأ الإنتصار أيضا وبعد تحرير جبل موية عملت القوات المسلحة على تمشيط هذه المنطقة من الأجسام المتفجرة وكل الأجسام الغريبة لتكون منطقة جبل موية صالحة للسكن وإستيعاب مواطنيها النازحين وقد وافقت القوات المسلحة على عودة أهالى جبل موية الى بيوتهم بعد ان تم تمشيط المنطقة تماما وعادت صالحة للسكن وللمواطن الأمان فى ممارسته حياته الطبيعية وستبدأ رحلة العودة الى جبل مرة يوم غدا الأحد الموافق التاسع عشر من يناير ٢٠٢٥ بعد سبعة اشهر من مغادرة الديار مرغمين ومجبرين إجبارا*.
*غدا ستفتح بيوت جبل موية ابوابها فى كل من جبل موية الكبيرة وكُمر الناير وأولاد مهلة والكبيشاب والأعور وفنقوقة الجبل ومحطة جبل موية والبليحاب وجبل دود وجبل بيوت وسقدى وكمر أم عصفر وسقدى المحاميد وسقدى القدام والقلعة ود العجوز وقَارة ستستقبل أهلها الذين يعرفونها وتعرفهم وستعود إليها دفء انفاس أهلها الذين تحتضن لهم بجميل ذكرياتهم حلوها ومرها غدا سيلعو الآذان من على المآذن يردد الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة حي على الفلاح وسيعود أصحاب الوجوه المطمئنة المستبشرة الذين أُخرجوا من ديارهم بقوة السلاح والجبروت وقلة الرجولة وقلة الشرف وقلة الأخلاق وقلة الأدب خرجوا من بيوتهم وهم على يقين بأنهم عائدون عائدون لا محالة وها هى القوات المسلحة تمنحهم حق العودة الى ديارهم معززين مكرمين*.
*غدا الأحد ستسيل دموع الناس جداول وهم يودعون أهالى جبل موية العائدون الى بيوتهم سيبكون على فراقهم وسيبكون على قلوب طيبة ألفوها وألفوا معشرهم وحلو مسكنهم سيبكون على ليالى وأيام تقاسموا فيها الإلفة والود والتقدير والإحترام وستمتد جسور المودة بينهم وسيفردون شراع الذكريات لتغطى ما تفصله بينه المسافات وليعلموا أن من مّد لك يد العون ساعة الحاجة والحوبة وساعة العسرة لن تنسى هذه الجمائل وتبقى الذكريات شاهد على أن الشعب السودانى ما زال بخير غدا سيبكى أهالى جبل موية فرحا عندما تطأ اقدامهم ثرى وتراب جبل موية أحب أرض الله قلوبهم سيبكون عندما يدخلون الى بيوتهم ويجدونها قد أصبحت حطام جراء نهب وسلب أوباش المليشيا لكنها ستُعمر طالما أن الضراع أخضر غدا سيكون يوم عيد أهل جبل موية عودوا الى بيوتكم آمنين مطمئنين وأرسلوا خالص التحايا للقوات المسلحة السودانية*.